شجرة الموقع

الثلاثاء، مايو 24، 2022

المنطلقات الإدراكية لعلم الفيزياء | [ نسبية الزمن المُدرَك وتكافؤ الطاقة والمادة ]

معادلة تكافؤ الكتلة والطاقة :

لم يكن آينشتاين يؤمن ب"المطلقيات" ضمن نطاق الأرصاد المحلية ، الكُتلة التي تعرفها من حياتك اليومية بالنسبة لإدراك آينشتاين ، هي مجردُ "أثر" ، والأثر يستتبع تآثراً والتآثرُ يستتبع قوة وعلة (طاقة ) ، وبعبارة أخرى ، ليس هناك كتلة صلبة كالتالي تصورها نيوتن ( المؤمن بعقلانية تفاعلات الواقع المحلي ومطلقيتها ) ، إنها ككتلة مجرد "إدراك فينومينولوجي" ليس له وجود إلا في ذهنية الراصد المُدرِك.

هذه الصورة التي أمامك تعني أن "قوى الثقالة والجاذبية" وحقولها التي تتعرض الكائنات لها من جراء التفاعل بين الشمس والأرض ، لا تعود لما نراه من كتلتي الشمس والأرض رأي العين أو جهاز الرصد ، ما نراه و"نحسه" هو "مجرد انعكاس" لتلك النقطة التآثرية الصغيرة ( تماماً كما في الصورة التي تريك إياه بين الشمس والمشتري ) وهذه النقطة هي التي يمتد تأثيرها إلى الناس مسببة أغلب ما نحسه من تماسُك كتلي ، وهذه النقطة هي "مركز التآثر الثقالي".

تغدو الثقالة مجرد طاقة نتجت عن التقاء طاقتين مجردتين في مركز ، وهذا المركز أعاد توجيهها بطريقة جديدة منعكسة عنه ضمن حقول خطية تفاعلية ، وكل ما يلامس تلك الحقول سيلامس تأثير الجذب الذي تقوم به الشمس والأرض ... هذا التأثير سيصل لمرحلة يحبس فيها الطاقة التي تعبر من خلال حقوله ، مثل طاقة جسمك التي تصبح مأسورة بمجال الأرض الثقالي المأسور بمجال الشمس الثقالي.

وبما أن هذا المركز التآثري الذي هو المركز الحقيقي لإحساسك بالجذب والتماسك، هو مركز  "غير كُتلي بالمعنى النيوتني، لأن الكتل النسبية ليست مادة صلبة في كون مُغلق" فإنه من الممكن تحويله إلى "قوة" أو "طاقة" تماماً كالحقل الكهرومغناطيسي أو النووي. أي أنك ( تظن ) أن هناك شيئاً "اسمه المادة" ذو وجود معزول، ولكنها مجرد تأثير يترجمه عقلك ويرصده إدراكك على نحو محلي ، مجرد طاقة.

هذه الطاقة محررة من المكان ولا يمكن فهمها بالمعادلات ، إلا لحظة تأثيرها على المكان ، ذلك التأثير الذي سيستتبعه الأثر ، والأثر سيستتبعه الرصد ، الأثر والرصد محليان ولكن الطاقة والتأثير ليسا محليين. الأثر شأن من شؤون الطاقة ، أما الطاقة فهي علة للأثر ، تنتهي الفيزياء ، عندما تبدأ دراسة الطاقة خارج حدود الأثر الذي تنتجه.

نظرة أعمق إلى معنى الطاقة :

في هذه الصورة توضيح لطريقة تحول الطاقة لجسيم. الشكل المخروطي هو رسم تبسيطي يمكن فهمه على أنه طاقة مجردة ( بلا أبعاد ) تعبُر عالماً بلا إحداثيات محلية ( ماورائي ) ، ثم تتصادم مع طاقة أخرى موجهة بشكل عكسي … يَنتج عن التصادم نوعين من الأرصاد ، الأول هو التكاثف في مركز الاصطدام والذي يسمى بالجسيم ( لأنه يتخذ قيماً كتلية في تأثيره المحلي أو يتفاعل مع الكتلة والمكان أحياناً ) والثاني هو السلوك الرياضي لهذا الجسيم ( قياس تأثيرات الجسيم في العالم المحلي وتحويلها إلى خصائصه التي تدرسها مثل اللف المغزلي ونحو ذلك ).

خارج هذا الرصد … لا وجود للجسيم

الجسيم هو الحادثة الفيزيائية التي يمكن وصفها رياضياً بأنها تأثير قابل للرصد محلياً وله قيم رصد دون ذرية.

الموجة هي سحابة قيم الرصد الممكنة لهذا التأثير ، سواءً ما تم رصده أو لا.

الطاقة هي "علة" لوجود الموجة أو الجسيم … بمعنى أنها موجودة في عالم آخر ، ليس هو الفيزياء … جميع معادلات الفيزياء التي تصف الطاقة إنما تصفها لحظة دخولها للعالم المحلي وتحولها إلى أثر.

في علم الفيزياء التجريبية ، لابد أن يكون الشيء قابلاً للرصد كي يدرس بشكل فيزيائي ، وبما أن الموجة بذاتها كطاقة تجريدية مؤثرة لا تكون قابلة للرصد إلا حين تتحول لجسيم بفعل التصادم الشعاعي المستقيم مع طاقة أخرى ، فالسبيل الوحيد لدراستها فيزيائياً وعدم انتقالها للميتافيزيقا هو اعتبارها شبكة احتمالات لرصد الجسيم ( بيحث تُدرَس عبر تأثيراتها المحلية وليس عبر جوهرها ) ، وهذا ينتج مباشرة مبدأ الارتياب.

المفهوم التجريدي عن الفوتون دقيق وصحيح ولكن ، إذا امتد نحو بنيوية الفوتون فسيجعل جوهره خارجاً من مجال الدراسة التجريبية ضمن الواقع المحلي. التعاريف التي تستخدمها الفيزياء النظرية تحرص حرصاً شديداً على أن لا تخرج الواقع من حيز المحليات والموضوعية ، وإن خَرَج الواقع ، تتعاملُ معه على أنه "لامنطقي ولا واقعيي" وتعبر عنه برياضيات الاحتمالات ، التي تصفُ تأثيره الموضوعي الممكن القياس ، وفي الحالة الأخيرة ، يصبح الاختزالُ ممكناً إلى الواقع المحلي مرة أخرى وذلك اختزالٌ اسمي فقط.

حتى الآن كان الكلام جميلاً ولطيفاً ، ولكنه يعني أن نظرية كل شيء أو النموذج الفيزيائي للعالم … تختزلُ الواقع التجريدي في الواقع المحلي من خلال التعامل مع تأثيره على الواقع المحلي وإهمال حقيقته الفينومينولوجية. ثم تزعم تفسير كل شيء وتفسير لقوى وبنيان العالم الأكبر بناء على هذا التوصيف الاسمي للأحداث (المرصودة).

الزمكان والفضاء :

وأما فكرة انحناء الزمكان ، فهذا لأن الزمكان "المحلي" ليس له وجود بدون أحداث وكائنات "محلية" مثل التي يخلقها التآثر.. 

الزمن والواقع الماديان أصلاً هما إنتاج طاقي على هيئة مجموعات من العناصر المتفرقة التي تجمع بينها روابط ونسب معينة ، بحيث لا يمكن فهم عنصر ما دون بقية العناصر.لينشأ الزمكان فهو ينتج عن تداخل الطاقات المجردة في فضاء التجريد ، مما يأسر الطاقات ببعضها البعض على هيئة مادية.

أي أنه مجرد "مُحاكاة" للتآثر الحاصل بين المراكز الحقلية للقوى المختلفة ، يمكن القول : حتى فكرة الزمان والمكان النيوتنيان ، الذين يتطابقان في لحظة التأثير ولحظة التأثّر ، وهو المبدأ الذي تعيش عبره حياتك ، وتحكم من خلاله القيم الفيزيائية المسؤولة عن التآثر واقعك ، هذه الفكرة ليس لها وجود إلا في عقلك ( وذهنك ).

وهكذا لا يكون للزمان وجود في عالم الفيزياء إلا على نحوه النسبي ، لأن نسبية التفاعلات التي تجري بين الطاقات المكونة لهذا العالم ، تجعل أولائك الطاقات مقيدة بمجالات الإمكان الفضائية المحلية ، مما يظهرها (كتأثيرات طاقية) بهيئة آثار محلية مادية لها درجة من السكون، فتصبح قابلة للرصد والقياس المحلي.. ذلك يعني أن الطاقة المجردة تكوّن عوالم نسبية في التجسد والتجسيد (في المكان والزمن ). هذا يسمح بتحريك الزمن الذي تعيش فيه تماماً كما لو أنه محاكاة لطاقاتك ، ومن هذا المنطلق ينشأ مفهوم السفر عبر الزمن ، وتكشف أيضاً عن حقيقة عبور الزمن وتجاوز الواقع الزمني الحالي.

ما تراه بعينيك الفيزيائيتين على أنه شمس ، هو "ترجمة" لجهازك الإراكي ، لأثر بؤرة التآثر الكهرومغناطيسي بين الحقل الكهربائي لعصبوناتك والحقل الكهروضوئي للشمس ، ولكن الشمس بحد ذاتها ليست ذلك الأثر ، فضلاً عن أن تكون ترجمتك الخاصة له ، أو ترجمة الجهاز له ، أما ما تحسه على أنه "شيء صلب" أو "كتلة مادية" مما يلامس جلدك ( بما في ذلك كوكب الأرض نفسه ) فهو "ترجمة" يقوم بها جهازك الإدراكي للأثر الصادر عن بؤرة التآثر الثقالي بين حقل الأرض وحقل جسدك ، وبعبارة أخرى ، مركز التآثر ليس في الأرض ولا في جسدك ، وإنما في مكان ما ( أو مجال ما ) بينهما.

أي أن جسدك ليس له وجود مادي ، بل هو طاقة تؤثر وتتأثر وكذلك الأرض ، ويأخذ وجوده المادي فقط كترجمة إدراكية عقلية وعصبية للتأثير الطاقي المُصدَّر من جوهره الزمني إليك والمتقاطع مع تأثيرات طاقية أخرى ، ففي غياب العالم المادي "الذي يؤثر على جسدك" عن إدراكك ، يغيب جسدُك والعكس صحيح أيضاً ( حينما يغيب إدراكُك أو جسدك عن العالم المادي تخرج منه ) ، نظرية الحقول تصحح لك "المفهوم الطبيعي الساذج عن العالم".

إن الذي ترصده بحواسك ( أو بأجهزة القياس والرصد ) هو "آثار" لحقول ، ودلالة "حقول" تعادل "مجالات تأثير" ، التأثير بحد ذاته مفهوم فلسفي وليس علمياً ، ولا يمكن تعليله بشكل علمي ، فحتى ولو فرضت وجود "كم" للجاذبية ، فهذا الكم بحد ذاته وإذا فهمته ككائن يمكن رصده أو احتسابه رياضياً ، فلن يكون إلا تمظهراً لحقل أعمق منه ، لأنه لحظة رصده أو تعيين قيمة فيزيائية رياضية محددة له يختفي من كونه علة المجال ويتحول إلى رصدك الخاص لآلية المجال وتوصيفه الرياضي بالنسبة لمراقب من العالَم المادي. 

علية التأثير تعني وجود شيء غير مادي يسيّر أحداث الواقع المادي ( أي الواقع كما تترجمه على أنه مادة ) وهذا الشيء هو ما سماه آينشتاين بـ"اللامتغير" مقابل "النسبي" الذي يُحاكي ذلك اللامتغير عن طريق وساطة المتغيرات الخفية ، هذا هو المبدأ العلمي للمُحاكاة بشكله الأكثر بساطة ضمن القرن العشرين.

خلاصة ما سبق : التآثر النسبي يعني أن العالَم الحسي لا يُخبر بوجود مواد وكتل ، بل بوجود طاقات تؤثر على طاقاتك وتتفاعلُ معها فينشأ جسدك ، وينشأ إحساسك بالزمن ، وكل ما ترصده يعود إلى "تضارب الطاقات" وتقييدها لبعضها البعض.

لماذا يكون الفضاء مظلم دائمًا على الرغم من وجود شمس ضخمة بالقرب منه؟

 يعتَمِد الجواب على حقيقتين : حقيقة الشمس كمصدر ضوئي ، وحقيقة الفضاء كـ"عاكِسٍ للضوء".

الشمس كمصدر ضوئي ليست ذلك المضواء المُطلق ، الذي يمكنه إطلاق الضوء الخالص ، لأن الشمس الفيزيائية بالنهاية مقيدة بموقعها في الفضاء ، مقيدة بعلاقاتها مع المنحنى الزمكاني ، مقيدة بِكُتلتها المادية ، هذه الأشياء تمنعُ شعاع الشمسِ من اتخاذ قيمٍ مُطلقة ، لأنّ الكتلة الزمنية للشمس تحول دون تحرُّر الشعاع من منطلقه بقيمة مُطلقة.

أمّا الفضاء ، ليس كما تتخيل … إنّه أوّلاً ليسَ متلقياً سالباً لضوء الشمس بل على العكس ، هو عديم الكتلة بالنسبة للثقالة الظاهرة ، ولكنه بما هو مجموعة علاقات بين الأفلاك ، فإنّ الكُتلة تنتشِر عبر آفاقه تماماً كما ينتشر الموج في البحر بفعل الريح، وكقوة عازلة تمنع تلك التأثيرات الكتلية وصول شعاع الضوء إلى هدفه بشكل مباشر مستقيم، ولكن هذه المرة دون أن تعكس ضياءه بشكل ظاهر ، لأنها موزعة على نقاط متناهية الصغر عبر أفق الفضاء اللامتناهي … هذا ما تنبّأت به نظرية آينشتاين.

في الصورة السابقة : الشعاع الذي يعبر الأفق يتأثر بطاقة الجذب التي تمارسها الشمس على المحيط الفضائي الزمني حولها ، لذلك يتعرض للانحناء لكي يتلاءم معها ، والسر الحقيقي في ذلك هو أن الجاذبية هي نوع من أنواع الطاقة التي تتوجه نحو الطاقة الرئيسية العابرة لحقلها وتؤثر عليها ... كيف يمكن أن تكون الجاذبية طاقة وهي ما يعطي للكتلة معناها ؟ السر هو : الكتلة أيضاً هي طاقة ، ولكنها طاقة في وضع سكوني ضمن المحل ، طاقة تعطلت عن الجريان وتحولت إلى شكل غير متجه ، وتم احتباشها على هيئة جسد مادي ساكن الحركة في تكوينه الداخلي ، متحرك بفعل القوى المؤثرة عليه خارجياً ...

يحدث الانحباس هذا عندما تكون الطاقة غير كافية للتحرر أمام طاقة أخرى موجهة نحوها لتقييدها، وهذا يؤدي في النهاية إلى وضع السكون لحركة الطاقة الأولى ضمن المدى الذي تؤثر من خلاله الطاقة التي تقيدها ... عكس تأثير الطاقة ضمن المحل مع الحفاظ عليها فيه سيؤدي إلى جعلها شاغراً في الفضاء المحلي ، وهذا الأمر سيحدث فجوة في ذلك الفضاء ، تتناسب قيمتها مع قيمة المكان الذي سكنت فيه الطاقة بجسد مادي ... ولكن هذه الفجوة أو الحالة الفضائية السالبة للكتل ستكون انتشارية من المركز الصلب إلى محيطه ممتدة عبر الفضاء ، ولذلك تجذب الكتل الأخرى نحوها وهذا يسهم بتعزيز تلك الحالة الفضائية السالبة بالجذب الناتج عن الكتل الجديدة أيضاً ، ومع تزايد الكتل وتكاثفها بفعل ازدياد الطاقة المقيدة تقييداً ( ازدياد مقدار الطاقة وتناقص سعة الزنزانة الفضائية التي تشغرها ) تنشأ الحقول الثقالية الكبرى مثل الشمس والقمر والنجوم ... عبور الضوء لتلك الفجوات الفضائية يعني أنه لن يمر في فضاء تام بل عبر فضاء سالب للكتل والسطوح ( بفعل تكتل الطاقات  التي تعبر من خلاله وتنشئ محيطاً سالباً ينتشر حولها ويجذب إليها الأجسام ) محاولاً تحقيق التوازن بين الفجوة التي تنتشر حول مكان الطاقة الحبيسة وبين الأجسام التي تحبس طاقات أخرى - تعويض القيمة السالبة ضمن الفضاء والتي نشأت عن الضغط الكتلي ذو القيمة الموجبة في مكان تقييد الطاقة وتحولها إلى كتلة ، يجعل الفضاء ( يبدو ) وكأنه يمتلئ بطاقة تسمى بالجذب الكتلي ، ولكي يعبر الشعاع من خلال فضاء سالب كتلياً ( وبالتالي فوضوي السطح ) سيمر عبر فضاء متحرك بتفاعلات بين السلب والإيجاب ، الضوء نفسه ليس له كتلة ، والفضاء نفسه ليس فيه كتلة موجبة ، ولكن الضوء لا يفهم فيزيائياً إلا عند اصطدامه بكتلة أو إحاطته بها ، والفضاء أصبح الآن أشبه بكونه ذو كتلة سالبة.

ينشأ الزمن المحلي عن تفاعل السلب والإيجاب بين كائنين لهما قيمة فيزيائية ضمن عالم المحل ... الضوء أيضاً يصطدم بهذا ا"السلب الكُتلي" كما يتآثر مع الكتل الموجبة تماماً ، ولذلك تؤثر الجاذبية ( بما هي طاقة سالبة للكتل ) على شعاع الضوء ( بما هو طاقة تتفاعل مع الكتل ) وكلا الأمرين ، الجاذبية والضوء ، هما من جنس أعم واحد يسمى بالطاقة ، وهي علة الآثار المرصودة في الزمن المحلي ، إنها التفاعلات المؤدية إلى تكوين الزمن المحلي على هيأته المرصودة ، ولذلك ، تفاعل الطاقة والفضاء باعتبار أن الطاقة يمكن توجيهها ونشرها ، كفيلٌ بتفسير كل شيء يحدث ضمن الفضاء المحلي.

الجاذبية لا تسلب الضوء ، هي بالأحرى تسلب  وتعدل المكان الذي يقطعه الضوء ، وبما أن المكان هنا هو مسافة فاصلة بين نقطتين نهايتهما نقطة الاستقرار والأولى نقطة الانطلاق ، فهو أيضاً نوعٌ من الطاقة سلبية الكتلة ، بين مصدر الضوء ومستقره ، وبسبب تقاطعها مع طاقة سلبية الكتلة أخرى سوف يتأثر الضوء ولن يصل بالضبط بنفس المكان الافتراضي إقليدياً واستوائياً ، لأنه محمول على حاملٍ مادي هو المكان السالب للكتلة نفسه ، إن ما يحدث بالضبط هو أن الفضاءات السالبة تتداخل معاً وتشوه بعضها بعضهاً باستمرار ، بعبارة أخرى فالضوء بقي محافظاً على مساره المجرد تماماً ، ولكن الحامل المحلي لهذا المسار قد انحرف وتحول إلى منحنى زمكاني أنتج هذه الظاهرة.

الفضاء المحلي ، مجموعة من القوى الهائلة المتناثرة ، كبحرٍ ليس لهُ بنيان مادي ، لكنّه يمتصّ التآثرات ويعكسها على بعضها البعض ، إنه بحرٌ من المجالات التفاعلية الفوضوية ، التي تمثل تحقق فضاء الإمكان التجريدي ضمن العالَم المادي ، فكل الأحداث ممكنة الوقوع ، تحدُث في الفضاء ، عن طريق تجسيد القوى المجردة بضرب بعضها ببعض ، تنشأ الكتلة عن تقييد طاقة مجردة بطاقة أخرى مجردة ، وهذا التقييد يجعل الطاقة تفقد جزءً ما من تجريدها ، ليكون لها بنيانٌ مادي قابل للرصد والتآثر من راصدٍ محلي ، كُلّ هذه الأحداث ، تحدث على مرايا الزمكان التي تسمى حين رصدها : الفضاء.

لذلك لا يمكن للفضاء أن يعكس الضوء ضمنه ، لأنه سالب الكتلة ، ورصد الضوء في عالم المحليات يعتمد على تفاعله مع كتل موجبة ، وهذا يجعل الضوء ينعكس عبر الفضاء وليس ضمن الفضاء.

زوالُ تضارب القوى من الفضاء يؤدي لزوال النسبية والدخول في حيز المُطلق التجريدي ، ويمنع حركة الزمن المحلي ، ويكشف مرآة الكون على حقيقتها.

هذا الأمر يؤثر على حركة المجرات التي تتباعدُ عن بعضها كما يتباعدُ العائمون في بحر من أمواج الفوضى … وكذلك الكائنات والقوى شديدة الرهافة كالضوء ويشتت حركتها فيه ، تماماً كما لو كانت تعوم في البحر ، هذا التشتت في الحركة ، يظهر في الفضاء الفوضوي بشكل غير مُتجه مطلقاً ، ليس هناك جهة للطاقة السالبة كتلياً لأنها تنتشر حول الكتل الموجبة في الفضاء ، وبسبب تباعد الكتل الموجبة فلكياً وتكافؤ قواها الجاذبة ، تكون الحركة الفضائية فراغية وطافية ، كل ما تفعله هو تعطيل الأجسام المتحركة التي تعبر ضمنها ، لذلك لا تكون الحركة فيه مثلها على الأرض ، رغم وجود القوى..

هل للأشعة وجسيمات الضوء كتلة ؟ ما هي حقيقة تلك الجسيمات ؟

الضوء عديمُ الكتلة ، طالما أنه لا يتفاعلُ مع الكتل …

ولكنك لن تستطيع فيزيائياً أن ترصُد هذا الضوء ، أقصى ما يمكن فعله أن ترصد أثر الضوء العابر للفضاء المحلي. وهذا يجعلُ الضوء محدد السرعة دائماً ، مع أن السرعة الفيزيائية المُطلقة لا ينبغي أن تحددها أي قيمٍ على الإطلاق ، ولكن الفيزياء تدرسُ واقعاً تركيبياً من تفاعلات قوى متضاربة ، تشوه الزمكان بتضاربها.

ما يُسمى بالفوتون ليس ضوءً ، إنه قياس الموجة الضوئية بالنسبة لجهاز أو لـ"تأثير" ممارس عليها يحد من قدرتها ، ويعكس بياناتها لمن أطلق ذلك التأثير وهو يعلم مسبقاً ، ما تفسير ردود الأفعال التي ستنعكس من اصطدام التأثيرين.

إن الضوء في واقعته الخاصة وحقيقته ، لا يستوي مع الضوء في عالم الفيزياء التركيبي ، وعالم الأرصاد الأكثر تركيباً ، وعالم المعادلات والتأويلات الأكثر تركيباً وتركيباً. إن الضوء الذي يمر في فضاء محلي سالب ثم يصطدم مع الطاقة المختزنة ضمن كتلة ما ، ثم يتم قياسه وتصوير آثاره المبعثرة وتجميع الصور الكترونياً ورقمياً ، ليس هو الضوء الحقيقي ولن يكون أبداً.

من المهم ذكره أيضاً ، أن الضوء لحظة القياس سواءً أثناء عبوره للفضاء أو في واقعة أرضية ، سيتخذ قيماً ومتجهات ليس لأنه محددٌ بها ، بل لأن "رصده" محدد بها ، ولاكتلية الضوء في معادلة آينشتاين تتحدث عن تفاعله مع الكُتل بشكل لا يظهر فيه تأثير تجاذبي متبادل بينه وبينها ، ورغم ذلك فهي تعيق حركته المُطلَقة من حيث أن قوة الجذب في النهاية تؤثر على "الأشياء" التي يضيؤها الضوء وعلى السطح الزمني الذي يعبره والطاقة المختزنة في الكتلة تؤثر على مسار الضوء ، وليس على الضوء نفسه ، وبما أن الضوء لا يمكن قياسه تجريبياً بمعزلٍ عن تلك الأشياء فلن تستطيع أن تفهم قيمه الحقيقية محلياً أبداً.

في معادلات النسبية لا يتحدث آينشتاين عن الضوء الخالص ، بل عن الضوء الذي يتفاعل مع القوى الأُخرى ، ويتحدث عنه في لحظية التفاعل وليس فيما سواها ، فهو يصف "فاعلية الضوء وإجراءاته التي يتخذها بالنسبة لظروف معينة" وخارج هذه الظروف ، لا يكون ضوءً محلياً أصلاً …

الحَرَكة والزَّمَن المحلي :

 

إنك إذا تخطو الآن خطوتك التالية لإدراك المعنى الحقيقي ل"الحركة" والزمن اللازم عنها ، دون اعتمادٍ على "مُسلمات مسبقة غير مُثبتة" قادمة من المعرِفة التراكُبية للأجيال التي سبقت لحظتك الحالية ... ستغدو الحركة الفيزيائية هي "تفاعلاً طاقياً متغيّراً بين عناصر شبكة المواضيع الفيزيائية يعطي نتائج وأحداثاً جديدة" وذلك ما يعني وجود "فعلٍ مشتركٍ تبادلي" بين كُل موضوعين مُتفاعلين. أي أن الكائن والحدث يغدو "مُلتقى الطاقات المُتفاعلة" و "ملتقى العلاقات النسبية" بين الأنسجة الحاملة لتلك الطاقات. إن بنيانه الزمني المادي يغدو مجموعة علاقات بين الطاقات ، وبنيانه كشاغرٍ لمكان معين يغدو مجموعة علاقات بين الأمكنة الناقلة للطاقات إلى نقطة الملتقى "التي هي ذلك الجسم نفسه" ، وهكذا جميع الأجسام ، وحتى المكان باعتباره حاملاً للطاقة ، يفقد معناه دون أجسام ترسم خريطته النسبية ، فلا يكون المكان والفضاء سوى الطاقات المتلاقية نفسها.

عندما تتعامل مع الموضوعات الفيزيائية الحسية (هَلْ) تتعاملُ معها من مُستوى وجودها الفيزيائي الذُريري (حدَثيات هنا والآن) ، أم من بُعدها الفيزيائي الماهوي (هذا حاسوب ، هذه طاولة ، وذاك ، إنسان). كلا البُعدين موجودين لإدراكك بنفس مستوى الحقيقة ، كلاهما معطيات تستطيع الوصول لها والإحساس بوجودها بطريقة ما ، ولابد أنك تُلاحظ وجود علاقة ما بينهما ، تلازم معين ، ما سرُ هذا التلازم ؟ لعلك تعلمُ جيداً أن الماهيات الفيزيائية المعقولة ، هي أيضاً ( علاقات تفاعلية في عالم العقل والتجريد ) بين ماهيات أبسط منها ، فتفاعُل ماهية الكُتلة ( المعنى الأعم لها وبغض النظر عن الاعتبارات العلمية التفصيلية فكلها ستغدو صحيحة-ما يهمُ الآن هو العاملُ المُشترك بين كل تعريف ممكن للكتلة-وهو الكتلة كما تنطبعُ في إدراكك ) مع ماهية "السطح\السطوحية المستوية" سيولد ماهية الطاولة بصيغتها الأكثر بساطة على الإطلاق ، إضافة معايير كمية معينة ( طول معين-ارتفاع معين-وزن معين ) ومعايير فيزيائية وطبيعية (مادة الصُنع- الصفات الفنية) ومحددات أكثر دقة "المكان بالضبط \ الوقت بالضبط" ، هو ما يُنتج لك مفهوم الطاولة التي بين يديك هذه الأيام – إن كان بين يديك واحدة – وهذا المفهوم ، قابلٌ على الانطباق على ما لا نهاية له من المصاديق الطاولاتية ، أما مفهوم الطاولة الأبسط ، فيغدو كل مفهوم طاولي أعقد منه ، انعكاساً ماهوياً له ، من لانهائية في الانعكاسات.

"الحركة" كفهوم وجودي، مجرد عن تقييده بقيود محلية لا داعي لها ، وكتعليل صحيح والوحيد الصحيح للحركة المحلية، هي كُل تفاعلٍ بين موضوعين وجوديين ، سواءً كانا محليين أم غير محليين ، فلا فرق إلا في "الزمن" الذي تتم فيه (أو تندمج به) تلك التفاعلات ، وبما أن الحركة نفسها يمكن أن تغدو كائناً عقلياً مُجرداً ، وبما أنها تكون التبرير الصحيح للحركة المحلية عندما تُصبح كذلك ، فمِن وجهة نظرٍ إدراكية خالصة ، ف"الحركة العقلية" هي ما يخلق حركة الفيزياء ، فالزمن المحلي ، ما هو إلا انعكاسٌ للزمن العقلي التجريدي ، كل الوجود الفيزيائي كذلك. كل ما في الأمر أن ازدياد التكاثف نتيجة ازدياد القيود على المعقولات البسيطة ، سيؤدي في مرحلة معينة ، إلى تقييد المعقول بما يكفي لجعله "محلياً" لا ينطبقُ إلا على نفسه ، تخيل أنك تُقيد مفهوم الطاولة التي بين يديك ، بمفهوم الحيز الذي تشغله ، والذي هو مجموعة من الأشباك التناسبية بين بقية الموضوعات ، دخول مفهوم الطاولة العام إلى علاقات هذا المفهوم المحلي ، سيُحددها بحدثية "هُنا والآن" وسيخلق مباشرة الطاولة التي أمامك بالذات. فالطبيعة عقلٌ منظور ، والعقلُ طبيعةٌ مخفيّة ، والفرق يكمن فقط في نسبة التكاثُف\التعقيد\التقييد.

كُنهُ المادة شَبَكَةٌ من العلاقات الميتافيزيقية المُجَرَّدَة :

فما يُشكل الوجود الفيزيائي المحلي هو إذن "التآثر المحلي" النسبي ، وهو الجوهر الحقيقي للمادة (كُنهُها). المِثالية لا تلتفت له ، والمادية تؤمن بسذاجة بـ"مُطلقيته". وهذا يعني أن ما يُشكل الزمن (والمكان) هو العلاقات التآثرية لموضوع ما مع بقية المواضيع ، فزمنُ موضوع ما بالنسبة لموضوع آخر ، هو نطاقُ حركته التي وصلَ تأثيرها إلى الموضوع الثاني ، والتي نتَجت عن "تشابُك العلاقات أو التآثرات" المكونة لتلك الحركة التي قام بها الموضوع الأول ، المكونة لتلك الخاصية من ذلك الموضوع الفيزيائي الأول. ولو أن هذه العلاقات التآثرية تختلف بين موضوع وموضوع آخر نسبة لنفس محور الإسناد (الموضوع الثالثُ المُشترك بينهما-الذي يؤثر كل منهما عليه) فهذا سيؤدي حتماً لاختلاف الأرصاد لحركة كل منهما عند إسناد تِلك الأرصاد لذلك المحور ، فلَكَ أن تتصور نُقطة زمكانية محلية ضمن فضاء فيه ثلاث نقاط أخرى ، حركة النقطة الأولى تسير مُنتظمة بشكل طوفاني حول النُقطة الثانية ، والنُقطة الثالثة تطوف حول الأولى ، والرابعة أيضاً ، لكن سرعة طواف الأولى أقل بأضعاف من سرعة الثالثة ، أقل بأضعاف من الرابعة ، ما هو الزمن الآن ؟ دون الالتفات لقضية الرصد ، الزمن للنقطة الأولى ، من حيثية معينة ، هو العلاقة التآثرية بينها وبين النقطة الثانية (محور المحاور ضمن هذه المجموعة) ، ومن حيثية أخرى ، هو العلاقة بينها وبين النقطة الثالثة ، وكذلك هو العلاقة بينها وبين الأخيرة، شبكة العلاقات هذه ، تؤدي لخلق "تشابك تآثري" يكوِّن الزمن المحلي الحقيقي للنقطة الأولى بالنسبة إلى نفسها ، وهذا النسيج الجديد ، يؤثر على العلاقات الثلاثة معاً، وذلك يؤثر على العلاقات بين بقية النقاط نسبة لبعضها البعض. وإن الزمن (الحركة الحَدَثية) للنقطة الأولى ، بالنسبة إلى نفسها ، عندما يتم مقارنته بزمنها بزاوية الرصد للنقطة الثانية (محور المحاور) ، سيكون مختلفاً تماماً (بينما يكون بينهما تآثر، ليس بينهما اتصال آني مباشر) ، فمن وجهة الوجود الفيزيائي لمحور المحاور ، ذلك الزمن ( لولب الحركة التفاعلية المحلية الخاص بالنُقطة الأولى ) سيُقاس كـ"تأثير دخيل" على زمن نسيج ذلك المحور ، وهذا التأثير سيُقاس ضمن نطاق ذلك النسيج ، وليس ضمن نطاق مصدره ، النسيج الأول ، مما يُحدث انفصالاً في الآنية المحلية. وقد يتوهم الراصد – بطريقة ساذجة – أن كلا النقطتين يسيران في خط زمني واحد ، ليس لشيء سوى لكونهما يتأثران ببعضهما ، إلا أن هذا التأثر ، يتكون تكويناً مختلفاً في كل نقطة ، وكونه متبادلاً ، هو الدليل الوحيد على وجود العلاقة الزمنية بينهما ، وهي "فقط" علاقة زمنية نسبية ، تختلف آثارها من نُقطة إلى أخرى ... مع ازدياد التشابك والبناء ، تصبح اللوحة فُسيفسائية بشكل لا يُمكن مُحاكاته طوبوغرافياً ، كل نقطة تشكل زمناً مستقلاً ونسبياً لكل نُقطة أخرى ، وهذه النسبية الظاهرية ، يؤولها الموقف الطبيعي الساذج على أنها "ضد وحدة الوجود" وكدليل على انتفاء المُجردات ووجود المادة (التي لا يزالُ كنهُها الحقيقي شبحياً). إن سر سرعة النُقطة الثالثة ، ليس إلا نظامها المستتر الذي تفاعل بطريقة مناسبة مع تأثير ذلك التناسج الزمكاني المركب لها ، المتأثر بالنقطة الأولى وبقية النقاط ، وهذا النظام تَشكل أيضاً من علاقات تآثرية معينة مع نقاط أخرى لم يتم ذكرها بعد ، زمن النقطة الثالثة بالنسبة للنقطة الأولى ، هو تآثرُ بينهما ، ولكن زمن النقطة الثالثة بالنسبة لمحور المحاور ، هو التآثر بينهما بغض النظر عن الزمن السابق ذكره ، فلو وُجد ذلك الراصد المحايد مُطلقاً ، ولا حدود لقدرته الرصدية (وهذا سيتطلبُ خروجه من الرؤية النسبية المحلية-خروجه من الزمن المحلي) ، سيلاحظ أن المتجه الكمي الزمكاني الحركي لتلك النقطة – بالنسبة لنفسها – من حيث عامل النقطة الأولى ، يختلف تماماً عنه من حيثُ عامل محور المحاور ، لأنه سيقيس الأحداث القادمة من آثار المحور ، بطريقة مختلفة تماماً عن تلك القادمة من آثار العلاقة مع النقطة الثانية (كوكب الأرض) ، وسيرى عدم وجود تزامن بينهما ، بمعنى آخر ، ليس هناك اتصال بين العاملين الدخيلين إلا ضمن نطاق النسيج الذي دخلا إليه ، خارج هذا النسيج : كلٌ في فلكٍ يسبحون ، فهما (قطعتان) مختلفتان من الزمكان المحلي ، كل منهما ، يشكل زمناً محلياً قائماً بذاته. الأحداث التي تحصلُ نتيجة للعلاقة بين كوكب الأرض والشمس ، عندما يتم قياسها ( إدراك أثرها بشكل حيادي ) من نقطة على القمر ، سوف يظهر عدم تزامنها مع الأحداث التي تحصل على كوكب عطارد نتيجة العلاقة بينه وبين الشمس ، وطبعاً ، لا يمكن في عالم نسبي كهذا ، تجريد العلاقات لتلك الدرجة ، فهاتين العلاقتين ، تتآثران بنقاط(مواضيع محلية) لانهاية لها. ليس هناك إذن ضرورة لاستخدام فكرة "التزامن المحلي المُطلق"، بل هي فِكرة غير منطقية ، غير علمية وغير حقيقية. وكلّ موضوع فيزيائي له عدد من المُتجهات الرياضية الزمكانية للحركة ، بعدد محاور الإسناد المشتركة بينه وبين بقية الموضوعات.

والخلاصة هي حَرَكَةُ موضوع فيزيائي تَنسجُ له زمكاناً محلياً ذو نطاق معزول عن النُسج الأخرى لبقية المواضيع ، وهذا الزمكان المحلي يتآثر ببقية الحركات الزمنية ولا يتزامن آنياً معها (لأنه لا ينتمي لعالم الكليات والمُجردات) ، كما أنه يختلف في تأثيره من موضوع لآخر ، ومن ذاتيته إلى موضوعيته المحلية ، فيمتلكُ متجهاً خاصاً لكل موضوع يتآثر معه. هذا المبدأ ، يمكن تسميته بـ"نسبية الزمن المحلي لموضوع فيزيائي".

* المبدأ الثاني : نسبية زَمن الإدراك :

 

إن ما يتمُ رصده من قبل مراقب عطالي أو نشط ، ليس إلا "أثراً في إدراكه". بمعنىً أكثر دقة : وصول التأثير إلى نطاق أرصاده المتأثر بنسيجه الزمني المحلي.

ولعلك تتخيل الآن ذلك الخيال المُستحيل ، محاولاً مُحاكاة الكواكب في نقطة معينة من الزمن نسبة لبعضها البعض ، ولي أن أخبرك ، أن الكواكب (وأي شيء) لا يتوقف أبداً عن الحركة بطريقة تسمحُ بقياسه لموضوع آخر ، التمثيل المادي للنسبية الفيزيائية مُستحيل ، وستحتاج لخيالٍ إبداعي لهذا العمل. فالزمان ليس بُعداً رابعاً ، هو مُجرد الصورة الحقيقة للمكان ، التي تتشكل بالتناظر اللاتطابقي ، تناظر مُنعكسات النِظام المُستتر. وهذا الفَصل ، يُعدم التزامن بين الحدثيات المحلية ، في اللحظة التي يتم قياسها بأجهزة رصد محلي ، ويظهر اختلاف المُتجهات الرياضية لكل علاقة نطاق محلي مرصود بمحور إسناد معين ، عن علاقة بقية النطاقات بذات محور الإسناد. الزمنُ (كبُعد محلي رابع) ليس إلا "تأويلاً" لاختلاف المُتجهات الرياضية لحركة الموضوعات الفيزيائية بشكل لا تطابُق آني فيه ، مما يوجب أحياناً التعامُل (الاعتباري) معها كـ"موضوعات ذات أربع مُتجهات محلية رئيسية-تتفرع عنها بقية المُتجهات".

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة