شجرة الموقع

الأحد، أغسطس 13، 2023

الوعي ... ذلك السر العظيم || وثائق علمية تثبت أن وجود الوعي والعقل والتفكير ليس بحاجة إلى الدماغ

 الوعي .. ذلك السر العظيم !! …


بينما لا يزال يعتقد الناس عموماً أن تفسير الوعي ماديا أمر ممكن أو محتمل ، وأن لا شيء ليس له أسباب مادية ، وأن العلم الحديث يقترب من حسم هذا الموضوع شيئاً فشيئاً، فهناك حقيقة مزلزلة تم إهمالها إعلامياً لفترة :


دماغك المادي ليس مسؤولاً عن الوعي والوظائف المعرفية !


الحالة التالية سببت صدمة كبيرة في الماضي وتم وضعها في دائرة الكتمان حرصاً على مشاعر المريض وسلامته النفسية ، ولكي ندركها بعمق لنتحدث عن الدماغ قليلاً ..


يتكوّن الدماغ من 86 مليار خلية عصبية ، بين كل خلية وخلية مجاورة هناك موصل عصبية صغير ، عدد الموصلات لكل خلية هو 10000 موصلة ، وهذا يعني أن قدرة الدماغ الكاملة هي 86 * 10^13 نبضة كهربائية في الثانية الواحدة ، وهو الرقم الذي حققه حاسوب Blue Game المركزي ، الأسرع في العالم لعام 2004 على ما أذكر ، والتي لا يمكن مقارنتها بشيء من الحواسيب التي تعرفها.


السلوك المميز في هذه الخلايا والوصلات أنها تعمل كلها بنفس الطريقة ، كل خلية تقوم تستلم نبضة كهربائية وترسل نبضة كهربائية ، وتسلسل النبضات يؤدي إلى تفاعلات متوافقة مع هذا التسلسل ضمن الجسد ، وحين تتراكب النبضات أو تتشتت يحدث اختلال في عمل الوظائف الجسدية ، شلل الباركينسون مثلاً ينشأ عن فقدان الاتصال الكهروعصبي جزئياً أو كلياً مع الأطراف ، والرجفة الخاصة به تنتج عن بقاء اتصال باهت مشوش ما بين الأعصاب الدماغية وأعصاب العضلات.


الخلايا الواقعة في منطقة المهاد ، وخلايا الحصين ، وخلايا القحف والخلايا الداخلية ، كلها تعمل بطريقة واحدة وهي المعالجة الكهربية التي تشبه سلوك الآي سي ، ومع ذلك يوجد فرق في وظيفة كل خلية بحسب المنطقة الدماغية.


هذا يطرح مشكلة حقيقية ، من السهل تفسير تمايز الخلايا المسؤولة عن المدركات السمعية والبصرية بتمايز المستقبلات الخاصة بتلك الذبذبات الحسية والتي يتصل كل مستقبل فيها بمنطقة معينة من الدماغ ، ولكن يستحيل تطبيق نفس الموضوع على الذاكرة مثلاً أو على التفكير أو المشاعر ، لماذا يوجد منطقة خاصة باتخاذ القرار وأخرى خاصة بالذكريات القريبة والمؤقتة ، مع أن كل الخلايا تعمل بنفس الشكل بالضبط.


لن تعمل خلايا الذاكرة القريبة بصورة تختلف عن آلية عمل خلايا التفكير الرياضي ، ولن تعمل الخلايا المسؤولة عن اتخاذ القرار بصورة تختلف عن الخلايا السمعية والبصرية ، وفي حين أن العين تتصل مادياً بمنطقة دماغية معينة ولذلك تكون الخلايا العصبية الأقرب لاتصال العين هي المسؤول عنها ، فإن الذاكرة شيء لا مركزي مادياً ، لا يوجد عضو جسدي مسؤول عن التفاعل مع الذاكرة ، لأنها غير موجودة في الواقع المادي على نحو مركزي ، كما هو الحال في الأشعة الضوئية والأمواج الصوتية.


لما سيكون هناك منطقة مسؤولة عن الذاكرة وأخرى مسؤولة عن الصدق والكذب وأخرى عن الأحاسيس ، بينما يمكن أن تكون أي خلية عصبية قادرة على القيام بهذه الأمور … هذا التفكير سخيف إلى نفس درجة توزيع كأٍس عصير البرتقال لعدة أقسام ، ثم تعيين كل قسم منها كشيء سيصل إلى قسم معين من الجسد. الطبيعي أن كل واحدة من المناطق الدماغية تتصل بالأجهزة الحيوية الأقرب إليها أو التي ترتبط معها بحبل عصبي ناقل، وهذا يشرح سبب موقع المنطقة المخصصة للإبصار مثلاً.


ولكن ما هي الأجهزة الجسدية التي تتعلق بالذاكرة والعقل والشعور والوعي ؟ لا يوجد ، لأن هذه الأمور غير موجودة في العالم المادي.


وحسب المنطق الذي يرى المادة مسؤولة عن كل شيء فيجب أن يكون للخلايا العصبية دور جوهري في توجيه عمل الجسد ، وإذا اختفت هذه الخلايا فسيفقد الجسد مصدر الإشارات الكهربائية التي تقوم بتغيير وتوجيه تفاعلاته الداخلية وحواسه.


ومع ذلك … هناك حقيقة شكلت استثناء خارقاً لهذه القاعدة ، إنها الأشخاص الذين يعيشون حياة طبيعية من الناحية الفيزيولوجية بجزء من الدماغ أو حتى بدون دماغ.


هذا ما جعل الدماغ لا يمكنه تفسير الوعي علميا من الأساس ، لأن وجوده ليس ضروريا أصلا .. راقب الصورة التالية :





الصورة على اليسار لشخص عادي يمتلك دماغاً كاملاً ، والصورة على اليمين لشخص لا يمتلك دماغاً حقيقياً بل تجمعات خلوية صغيرة جداً على جدران الحجرة الداخلية من الجمجمة.


القضية الأساسية هي أن الشخص على اليمين ، حصل على الدرجة الأولى في كلية الرياضيات مع مرتبة الشرف ، مستوى ذكائه يقترب من النبوغ 126 IQ ، يسمع ويرى ويمشي ويتحرك بشكل طبيعي ،ولا يختلف بشيء عن الشخص الأول هذا إن لم يكن متفوقاً عليه أصلاً . هذه الصورة من أحد بحوث John Lorber حول الحالة التي تسمى بHydrocephalus.


ما هي القوة المسؤولة عن العقل والإدراك والوعي ؟ ولماذا يكثر الحديث عن اختزال الوعي في الدماغ في الآونة الأخيرة ؟


الإعلام العلمي المتمثل بما تراه وتسمعه وتقرؤه ليس بحوثا محكمة، اليحوث المحكمة لا يمكنها الجزم بأي شيء ، وقد اعتاد الباحثون قول كلمة (يحتاج الأمر مزيدا من البحث) في كل ورقة يقدمونها، وستجد دائماً أساليب اللايقين في الأوراق المحكمة ، مثل استخدام وصف : غالبا، على الأرجح، من المحتمل .. لن تجد تأكيدا حاسما في ورقة بحث رسمية، والسبب يكمن في جوهرية منهج العلم التجريبي الذي يريد تطبيق معايير معينة ولا يبحث عن الحقيقة الخالصة من المعايير …


إليك بعض الشواهد والصور على حالات Hydrocephalus و Anencephalus التي لا تتأثر قواها الإدراكية والنفسية والعقلية بالدماغ :



المراجع :

حقائق صادمة عن علم النفس الحديث

Can You Live Without a Brain?

كتاب من نحن الجزء الثاني - علاء الحلبي

المشاركات الشائعة