شجرة الموقع

الثلاثاء، أبريل 05، 2022

المنهج العلمي والظواهر الخارقة | تجارب ووثائق صادمة عن العلوم السحرية

أثناء التحقيق والبحث العلمي الحر والنقاشات الفلسفية في الموضوعات التي تتعلق بالحقائق المطلقة والوقائع النهائية، قد تبين عبر العصور أنه لم يكن من الكافي أن يركن المرء إلى العلم التجريبي، وبكل الأسئلة التي لم يستطع الإجابة عليها، وبـمنهجه المبني على افتراضات مسبقة تصادر عملية البحث التجريبي وتقوضها، حتى يقرر بوضعه الراهن مصير مظهر آخر من مظاهر المعرفة الإنسانية، والذي يستند إلى أساليب بحثية وابستمولوجية مختلفة جذرياً عن منظومة العلم التجريبي بشكله الحالي … فــمـا هــو الســبب ؟

وأياً يكن ، فإنه يوجد الكثير والكثير من الناس ، المتصفين بكونهم أسوياء وعقلانيين ومثقفين وحادي الذكاء وعلى درجة عالية من الأخلاق ، الذين يصدقون بوجود السحر ( بالمعنى العريض للكلمة ) وعبر جميع الأمم والثقافات اليوم ، وكثيرون جداً منهم من يتعلمه ويمارسه ، وهناك الكثير من الكورسات عبر الانترنت الغربي التي تسمح لك بالحصول على معرفة منهجية منه ، بعضها تجاري وبعضها حقيقي جداً وآتى ثماره بشهادة مئات وأحياناً آلاف المتخرجين.

تكمن صعوبة تصديقك في أن الصورة التقليدية جداً والمزيفة جداً عن الساحر هي أنه "رجل يكتب الطلاسم والحجابات ويقرأ التمائم" ، أو أنها "امرأة عجوز مخيفة تمتلك عصى سحرية بإمكانها الطيران فيها" ، أو يمكنها أن تمسخك إلى ضفدع بمجرد توجيه العصى إليك ، ولنكون دقيقين ، هذه المظاهر قد تم ذكرها عبر التاريخ ، وهناك شهادات مسجلة عليها ، لكنها ليست سحراً ، إنها ممارسات مشوهة جداً وتافهة إلى أبعد الحدود ، وإذا كنت تقصد هل أثبت العلم هذه الممارسات الشعبية فالجواب حتماً : لا ولن يفعل !

هذه الممارسات هي نوع من استخدام الحد الأدنى للطاقة السحرية ، يقوم به السحرة الكسلانين والضعفاء وعديموا العزم ، ولا علاقة له بسحر الكابالا وسحر العدم والظلام.

إذا حاولت أن تنظر للأمر بعيني الساحر الذي يستخدم أساليب متقدمة كالكابالا الظلامية مثلاً ،فستجد الأمر مختلفاً تماماً ، نظريات فلسفية معقدة ومتشعبة ، جهود مضنية لسنوات للتمكن من السيطرة على الملكات الذهنية الأساسية ، قراءات في المنطق وعلم النفس والفيزياء النظرية وأحياناً البرمجة والخوارزميات ومعمارية الحاسوب للاستفادة من كل ذلك بانتزاع المفاهيم الكلية منه وإعادة تسليطها على الملكات الذهنية الأساسية وعلى الممارسات السحرية التي تستفيد منها.

بالنسبة للساحر فإن كل شيء يدل تجريبياً على وجود السحر ، بما فيه ظاهرة الكهرباء نفسها وظاهرة الجاذبية نفسها ، لأنه لا يعرف السحر على أنه خرق لقوانين الطبيعة بل حسن استخدام وتدبر لها ، ولكن قوانين الطبيعة التي يتعاملُ معها ليست محصورة في المختبر أو في المعادلات الرياضية لصناعة الآلات ، إنه ينظر إلى الفيزياء بأسرها على أنها شيء سحري من أوله لآخره ، ومن الصعب أن تدرك هذا إذا لم تنظر بعينيه ، وجودك في الحياة نفسه ووجود الحياة نفسها ، والقوانين الفيزيائية المحددة بهذا النموذج بالذات ، تلك اللوحة الغرائبية التي يرسمها هذا الكون وسائر الأكوان المتعددة ، كل ذلك هو أعلى آية على وجود السحر بالنسبة للساحر ، السحر يملأ كل إنش ، بل كل ذرة في الحياة ، السحر هو القوة الأولية التي تنشأ منها القوى الفيزيائية الأربعة …


تجدر الإشارة أن هذا الكلام كله يخص "الوجه الإعلامي" لما يسمى النظام العالمي الجديد، أما في المجالات الداخلية والتجارب العسكرية السرية، فالأمر يختلف تماماً :


السحر هو مشترك لفظي :

يحدث لبسٌ كبيرٌ بين الناس عند تعريف السحر ، لأنهم تقريباً يطلقونه اسماً على أي واقعة ممكنة الحدوث وغير ممكنة التفسير من منطلقات علمية تجريبية تعتمدها الجامعات ...

ظاهرة باكستر ، السلوك التلباثي للجسيمات الذرية ، حركة الكواكب التي لا يمكن التنبؤ بها ، تلك الزواحف التي ترى حتى ولو تم إغماض عيونها وفي دماغها غدة صنوبرية ضخمة ذات شكل مريب ، كل ذلك له دلالته العلمية التجريبية ولابد أن يؤخذ بعين الاعتبار.

ولكنّ الحقيقة ، أنّ السحر بهذا التعريف ، يشملُ نوعين متباينين تماماً من الممارسات :

"سحرُ الظلام" :

يتم تعقيد دراسته إلى حد يجعل الباحث ييأس من التحقيق في أمهات مصادره ، وكثيراً ما يحتج أنصاره بأن السحر ليس جيداً وليس سيئاً ، والشيطانُ ليس جيداً وليس سيئاً ، وأنت من يحدد ما هو الجيد والسيء ، تماماً كالسيف إما تستخدمه للدفاع عن نفسك أو لقتل الآخرين ، وهذا قطعاً غيرُ صحيح !

لا بل السحر والشيطان من حيث الطقس والإجراء ، لن يكونا سوى الشر التام ، ولذلك أحذر من هذا الطريق ، واعلم أن نهايته ستكون وخيمة ، وأنك ستكون ضعيفاً معه وسأشرح لك الأسباب :

* من الناحية الإجرائية ، يتمّ استدعاءُ الشيطان من عالم العدم "الظلام التجريدي ، وربما لا تعلم هذه النقطة ، ولكن الظلام ينقسم لنوعين ، أولهما هو التقييد الأرضي ، والثاني هو التجريد السماوي "سماء الظلمات الدنيا" ، عندما يقيد شخصٌ ما حياتك بشرطٍ ، كأن تشرب كأساً من الخمر كل يوم ، أو أنك لن تعيش دون هذه المرأة بالذات ، أو دون هذه الصفة بالذات ، فإنّك تركيزك سيتشتت جزئياً أو كلياً ليعصرك نحو ذلك الشرط ، ولكنّ الشرط أساسه وهمي ... فكم مرة تعلقت بشيء وظننت النهاية بزواله وزال ، وما زلت الآن تقرأ كلماتي ...

جميع القيود التي تحدُّ من سعة أفقك وإيمانك بنفسك ، والتي يتم نشرُها عبر الانترنت في كل مكان ، نوعٌ من السحر ، سحرٌ يربطك بالوهم عبر اللاشعور ، ربما سيتفاجئ الكثيرون إذا علموا أنّ "الضعف الجنسي عند الرجال حول العالم ، يعود لأسباب سحري تبقيهم في توتر دائم ، ومنعُهم من التركيز ، وتشتت تفكيرهم الجنسي بخيالات وهلاوس وأوهام" صنعتها الدعاية والإعلام العالمي ...

الأسلوب الثاني هو "التحرير أو تجريد البعد الظلام" في أفق إدراكك أيها المسكين ، فكم مرة مررت على مشاهد العنف والرعب التي لاحقتك واستهلكت طاقتك ، وما الذي يجعل الانترنت الظلامي يعيش حتى هذه اللحظة مع قدرة الحكومات على منع مصادر تغذيته ، إنّ تقييدك بالواقعية الصلبة ، وتحرير خيالك للآفاق الظلامية التي تجعلك تفكر بالمعاناة وتتخيل السيناريوهات ، وتتحول حياتك إلى جهنم ، أمرٌ واقعٌ أمامك ولكنك لا تبصر.

جميع الأساليب التي تستدعي المعونة من كائنات تجريدية ليس لها وجود في هذا العالَم ، وبنفسِ الوقت ، ليس لها وجود في العوالِم العليا ، وهي مجرّد "أشباحٍ" وأوهام ، لا تؤثر إلا على الذي يؤمن بها ويصدق بها ، ولا سبيل لتجسيدها إلا عبر إقناع مراقب بها بأساليب ملتوية ، هذا هو "السحرُ الظلامي".

* ومن الناحية الغائية : لا يقدم الكائن الظلامي أي خدمة لحضرتك ، إلا إذا أمكن تجسيده وبما أنه مجرد ظلام لا وجود حقيقي له ، لابد أن تمثله حسياً عبر صورة بشعة ، عبر حرق جثة أو تشويه شخصٍ ما ، هذه الكائنات تتغذى على شيء واحد ، تتغذى على المشاعر لكي تنمو وتزدهر.

"سحرُ النور \ حُكم النبوة" :

هو الذي لا تتكلُ فيه على طاقات الظلام ، بل تستخدِمُ قوتك الإلهية ، صلتك بالله ، إيمانك الحق ، ودعوة الحق.

ربما يظن أكثر الناس أن سحر النور ضعيف جداً ، ولكن الحقيقة ، أنه يستمد قوته من إيمانك به ، وحضور تركيزك الذي تدربه بالتأمل والصلاة والرياضة ، وفنون القتال ، وحضور خيالك الذي تدربه بالفن والجمال ، وحين تلاقي القوتين ، يمكنك بسهولة طردُ أقوى شيطانٍ على الإطلاق !!

السحر شيء أكثر تجريداً من أن يتم إثباته في معامل الاختبار ، ولكن آثار هذا الشيء ونتائجه موجودة وقد تم إثباتها تجريبياً آلاف المرة ، كل ما في الأمر أن تلك التجارب أهملت ولا يتم تسليط الضوء عليها نهائياً …

تجارب علمية رصينة تثبت تأثير الممارسات السحرية على الموضوع المراقب :

1. التجارب الأولى كما وردت في كتاب Phantasms of The Living والذي قام بدعمه وإعطاءه محتواه العلمي التجريبي مجتمع علمي كامل مكون من أعلى وأكفأ العقول التجريبية في لندن في ذلك الزمن ، من تخصصات مختلفة بعضهم حائز على جوائز عالمية ، بعضهم حائز على جائزة نوبل ، ويكفي القول أن وليام جيمس المؤسس للبراغماتية العلمية كان واحداً من أعضاء هذا المجتمع ، كان يسمى London Society for Psychical Research (SPR) ، وإنك ستقرأ العجب العجاب في تجاربهم الاستثنائية ، حالات دقيقة جداً من التخاطر ، التحكم في أحلام الآخرين على بعد أميال ، الحضور خيالياً لشخص آخر على بعد عدة أميال ، تخدير مناطق بعينها في جسم موضوع التجربة عن بعد والكثير الكثير غير ذلك مما تم ذكره في مجلدين ضخمين مع شرح الأصول التجريبية لكل ظاهرة.

2. التجارب الثانية كانت أوضح بكثير ولا يمكن تكذيبها بأي حال ، وتم ذكرها في كتاب "Phenomena of Materialisation by Baron Von Schrenk Notzing" وقد تم حشدها على مدة طويلة جداً ، جلسات استحضار أرواح مصورة بكاميرا عالية الدقة منذ أكثر من قرن حيث لم يكن هناك من يتخيل وجود شيء اسمه فوتوشوب ، قام بجمعها رجل ذو مكانة علمية واجتماعية تكاد لا تضاهى في ذلك العصر.

وأخيراً أرغب القول ... أنه ليس من الممكن أن يتم إثبات السحر أو نفيه بتجربة علمية أياً كانت ، وذلك لثلاثة أسباب أساسية :

1. طبيعة السحر الوجودية : أن السحر ليس ظاهرة بعينها ، بل منظومة أنطولوجية متكاملة فيها آلاف النظريات والفرضيات والظواهر ، وإثبات واحدة لا يمكن أن يثبت البقية ، كما أن نفي واحدة لا يمكن أن ينفي البقية ، تماماً ككل النظريات العلمية الكبرى ولكن هذه المرة بشكل أشمل بكثير. حتى النظريات العلمية الكبرى لا يمكن إثباتها تجريبياً لنفس السبب ، ورغم ذلك يتم أخذها على محمل الجد بسبب قدرتها البيانية للواقع الملاحظ ، وإمكانية استخدامها عملياً ... وماذا لو أخبرتك ، أنّ السحر هو أكثر ملاحظة واستخداماً بكثير ، لولا حجب الضوء عنه عالمياً.

2. الفلسفة التي يقوم عليها السحر : لم تحدده أصلاً كعلم تجريبي وفق الشروط الوضعية ، التي تقتضي أن تكون العلة والمعلول تجريبياً ، فلا يكفي إثبات الظاهرة تجريبياً بل لابد من ردها إلى عوامل مادية بحتة ، كما أن فلسفة العلم التجريبي لا تحدده كعلم سحري ، كلاهما ينتمي لنظام ابستمولوجي مغاير تماماً للآخر ، فالساحر لا يهتم مثلاً بالمعايير التجريبية مثل الضباطة ومحاور الإسناد الحيادية ونحو ذلك "فيتجسيد أمر محلي" إلا عندما يريد إثبات ظاهرة بعينها لعلماني متشكك ، تماماً كما لا يهتم العالم التجريبي بمعايير السحر كالتجريد والانتزاع والاستبطان والحدس.

3. المجتمع السحري : متحفظ جداً ويراعي السرية إلى أبعد حد على الإطلاق ، ومن المستحيل أن تجد ساحراً ( خاصة في هذه الأيام ) سيطير في الهواء أو يمشي على الماء ، لألف سبب وسبب ليس أقلها عدم جاهزية الحضارة الحالية لتلقي تلك الصفعة القوية على حد تعبيرهم …!!

أرجو للجميع الهدى نحو شمس الحق المبين

المزيد من التجميعات الوثائقية والبحوث :

مراجع الأستاذ علاء الحلبي للبحوث الممنوعة

كتب ومقالات علاء الحلبي 

وثائق الدكتور ماركو باريت المرئية

Marco Paret

مجتمعاتٌ سحرية :

Brotherhood Of Light

Hermetic Academy


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة