شجرة الموقع

الأربعاء، مايو 25، 2022

أصول البشر لا تتعلق بالجينيوم والشمبانزي لا يمت لهم بصلة | حقائق صادمة من علم الجينات

1.    كامل مقدار الجينات والنيوكليوتيدات \ مسائل علم الأنساب :

 

لتعلم أن الجين الواحد يتكون من 1000 زوج نيوكليوتيدي كمعدل الوسط ، باستثناء بعض الجينات القليلة الأكبر بكثير أو الأصغر بكثير ، من بينها الجين الأطول الخاص بوظائف العضلات وهو بطول 2200000 زوج نيوكليوتيدي ، وقلة من جينات أخرى تزيد أطوالها عن العشرة آلاف نيوكليوتيد وتصل بضعة منها إلى أكثر من مئة ألف ،

بما أن الجينات ذات الترميز البروتيني لدى البشر تقدر بحوال 25 ألف جين ( لاحقاً 19200 ) ، فسيكون الناتج :

1000*25000=25000000 (25 Mbp)

وهو عدد الأزواج النيوكليوتيدية التي تؤثر مباشرة على التكوين الجسدي، في المقابل سيكون هنالك احتساب للجينات التي تحظى بكميات هائلة من تلك الأزواج كعوامل إضافية ، يمكن تقدير كل شيء بحوالي الضعف ، أي هنالك 50 Mbp رغم أن بعض التقديرات تحاول رفعه إلى 100 Mbp.

بينما يكون مقدار الجينيوم المعلوماتي أكبر بكثير :

3400000000 bp = 3400 Mbp = 3.4 Gbp

وذلك يعني أن نسبة الجينيوم الذي يرمز البروتين تساوي أقل من 3% من نسبة الجينيوم الكلي وقد تصل إلى1.5% أو أقل (في الحقيقة وصل تقديرها المعتمد الأخير إلى أقل من 1%).

ذلك هو عدد القواعد الوراثية الكلي في الحمض النووي ، وتلك أنسبة توزيعها الصحيحة ، وأما عدد النيوكليوتيدات داخل وخارج النواة فهو غير ذلك ، فهناك أيضاً الحمض النووي المرسال  RNAوالجين النووي القافز ، وهنالك كميات مضاعفة منها في محيط الخلية ترتبط بالفوسفات وتنتجها أشياء أخرى داخل الخلية كنوع من الوقود المختزن ، الذي لا يحتاج لأكثر من حرقه أو تكسير روابطه لتتحرر الطاقة. وتبلغ الكمية الكاملة حوالي مئات النيوكليوتيدات ، وذلك يشمل الجينات النواة ( المرمزة بروتينياً والتي لا ترميز بروتيني لها ) و كذلك التي تطوف حول نواة الخلية.

كيف تم احتساب عدد قواعد النيوكليوتيد ؟ الأمر بسيط وليس معقداً ، ففي مقدار معين من الطول الذي يستطيع المجهر رصده ، يمكن احتساب كمية تلك الجزيئات وفق ما تقوم به من تفاعلات وتوزيع تلك الكميات على أبعاد العينة المختبرة ، والنتيجة التي ستصل إليها أن كل 10 يوكليوتيدات متصلة يكون طولها قرابة 34 أنجُستروم ( ما يعادل 34 جزءً من أصل عشرة مليارات من المتر أو :  ) فيكون مليار زوج نيوكليوتيد مساوياً لثلث المتر تقريباً وباحتساب عوامل معينة وبما أن طول الشريط النووي للخلية البيولوجية متران ( تقريباً ) وفق معادلات توزيع المقادير الكيميائية للجزيئات المعنية ، فسيكون عدد الأزواج الجينية مقارباً 3.3 مليار.

ليست كل الكائنات كذلك ، ففي الذرة هناك ما يقارب 100 مليار نيوكليوتيد قاعدي ضمن نواة الخلية  100 Gbpبينما في بعض الجرذان هنالك 8 مليارات (8.5 Gbp) وفي قنفذ البحر هنالك 32 Gbp وقد وصلت بعض الكائنات الحية إلى  228 Gbpمن الحمض النووي وهو ما يعادل الحمض النووي البشري أضعاف المرات ، لو كان هذا الحمض النووي متوارثاً من الكائنات الأخرى فلا يجدر به أن يظهر بهذه الطريقة غير الطبوقة.

تكون المسألة أشد ما يكون لها من الوضوح في كائن بدائي جداً  ضمن سلسلة التطور وهو الأميبا دوبيوم Amoeba Dubium والذي يصل مقدار معلوماته الوراثية وفق بعض التقديرات إلى 670 مليار زوجاً نووياً قاعدياً (670 Gbp) وهي تعادل تقريباً مئتي ضعف الحمض النووي للإنسان، رغم بعض الشكوك في دقة الرقم ، ولكنه بالتأكيد يشير إلى زيادة فائقة. ذلك يشير بدقة إلى نتيجتين لابد منهما :

·        أولاً : لا علاقة لطول الحمض النووي بتراكم المعلومات عبر الأجيال التطورية.

·        ثانياً : طول الحمض النووي لا يزيد من مدى التطور الحيوي للكائن ، بل على العكس ، كلما كان الحمض النووي أقصر كان الكائن الحي أكثر تطوراً أو ارتقاءً في وظائفه الحيوية نفسياً وجسدياً ، ويبدو وكأن هذه النيوكليوتيدات ولسبب ما ، تعمل عمل القيود على الكائن ، التي تربطه بمحيطه وتمنعه من اختراقه نحو مستويات أعلى من سلم الارتقاء.

إنها لا تبدو ميزة على الإطلاق ، أن تمتلك حمضاً نووياً كبيراً وهائل الكمية ، بينما تعجز عن امتلاك أبسط متطلبات التفاعل الحيوي الذي يرضي النفس.

2.    التشابه بين الشمبانزي والإنسان :

1)     التحقيق في مسألة التشابه ...

تروج كثيراً تلك العبارة "الشمبانزي يتشابه مع الإنسان بنسبة 98% وأحياناً 99%" ... أغلب من يكررها هم في حقيقة الأمر ، لا يدرون ما يفعلون.

والأغرب أن أحداً من أكثر الناس أو أكثر المختصين الذين يرددونها ويتأثرون بها لم يكلف نفسه عناء البحث.

فهذه الأقوال ليست علماً دقيقاً ، وهي أقرب لنوع من الأدب الإعلامي الشعبي الذي يحجب الحقيقة بإعادة تأويل المعطيات.

كما علمت سابقاً يتكون الشريط الوراثي لدى الإنسان من 3 مليار زوج نيوكليوتيدي على الأقل ، ولكن المسوح الالكترونية التي جرت في التسعينات تمت على شريط قدره 1 مليون نيوكليوتيد فقط، وقد حددت المناطق الأكثر وضوحاً للشريط الوراثي بارتباطها بتعبير بروتيني وبذلك تم تقليص عينة المقارنة لحدود 25000 جين.

اختلاف بنسبة 0.1% في التطابق الجيني للترميز البروتيني بين فردين من أفراد الكائنات الحية، يعني الاختلاف في أقل من 50 Kbp أَي خمسون ألف زوج نيوكليوتيدي ، هذا الرقم كبير بالنسبة للخبرات البشرية المحدودة ، ولكنه لا يكفي للتحقيق في الأنساب ، ولا يكفي في التحقيق الجنائي ، لذلك ، يلجأ المعمل الجنائي إلى فحص قطع من كامل الجينيوم البشري ، وتعتمد البصمة الجينية على عينات من الجينيوم اللاكودي تماماً كما تعتمد الجينيوم الكودي ، بهذه الطريقة ، لا يكون التشابه الجيني الحقيقي بين إنسان وآخر 99.9% ، أحياناً قد يكون أقل من ذلك بكثير. وحتى فرق 0.1% يختلف نوعياً حين يحسب على طول الجينيوم الكامل ، وليس فقط على الجينات التي ترمز البروتين ، وكذلك الأمر مع الشمبانزي.

بالنسبة للقرد والشمبانزي ، لم يتم قياس التشابه الشهير بنسبة 98% بين الناس والقردة بنفس الطريقة التي تقاس بها الأنساب الإنسانية ضمن النوع البشري. لم يتم اعتماد كامل الجينيوم البشري والقردي ، لقد تم اللجوء إلى 25000 جين مبدئياً فقط، وهي نسبة غير معتمدة ولا تعطي أهمية حقيقية للأصول المزعومة. وحينما تم تكبير النسبة لتصبح 40000 صار الفرق 11-14% والتشابه 86-89%.

تم تعيين الجينات المرتبطة بالبروتينات فيما بعد لتكون ذات وظيفة ، وبقية الجينات ... حسناً، لنقل أنها "خُردة" هكذا صرحوا ، لأن الجسم مؤلف من بنيان بروتيني، فلابد إذن أن ما لا يتعلق بالبروتين بشكل واضح أمام المجهر، لا يتعلق بالجسد، وبالتالي، لا يتعلق بالإنسان من حيث وظيفيته.

ولذلك، يلجأ المحققون والمعمليون إلى تحليل ما يسمى الـ"Junk DNA" ، حيث تتلاشى التشابهات الكبيرة بين الناس، وتظهر السلالات بشكل صحيح أكثر، ومع ذلك، يتم إهمال هذه الجين اللاوظيفي – حد زعم الدارونية الحديثة – عندما تتم مقارنات شجيرات الأنواع.

من المهم ذكره أيضاً ، أن الشمبانزي لا يتشابه مع الإنسان بتلك الكمية الكبيرة من الجينيوم ذو الترميز البروتيني ( المقدرة ب98% أو 99% ) ، فهذه أيضاً مجرد إحصائية محددة أجريت في زمن محدد، وليست حقيقة مطلقة. هنالك إحصائيات أرجعت النسبة إلى أقل من ذلك ، بعضها إلى 96% وبعضها إلى 90% وبعضها 83-89% وهي النسبة الأكثر دقة حتى الآن، وحتى أنها وصلت إلى 70% في بعض الأحيان ، وذلك بحسب خوارزميات البرنامج المستخدم للمقارنة التفصيلية ، والطريقة المتبعة في المقارنات ، وأنماط التعقيد الجيني التي يتم أخذها بعين اعتبار في المقارنة.

وأغلب الإحصائيات الجديدة المخالفة للصورة الإعلامية العريضة، جاءت بعد تلك الصورة وبأجهزة وطرق أحدث في الظهور ، كحُكم محايد وموضوعي حقاً ، لا أجد أي تبرير منطقي لاستخدام إحصائية معينة ، وقديمة ، وترك بقية الإحصائيات الموثقة والتي قام بها رجال علم أيضاً ، فقط لأن الإعلام يدعم لسبب مجهول تلك الإحصائية الشهيرة ويغض النظر عن كافة النتائج المعارضة لها.

وأخيراً وحتى وإن تحقق التشابه المزعوم تماماً ، فذلك شيء ، والأصول الجينية شيء آخر ، لأن الأصل الجيني لا يعتمد فقط على البروتين المرمز والجينات التي تحكمه فعلى سبيل المثال، الفأر المخبري يتشابه مع الإنسان بنسبة 99% في الجينيوم الوظيفي وهي أكبر من نسبة التشابه مع جينيوم الشمبانزي قطعاً ، الموزة أيضاً بنسبة 60% ، الإسفنجة بنسبة 70%..... ذبابة الفاكهة بنسبة 70%.

المراجع :

Gunter, C., Dhand, R. Human biology by proxy. Nature 420, 509 (2002). https://doi.org/10.1038/420509a


Kellis M, Wold B, Snyder MP, Bernstein BE, Kundaje A, Marinov GK, Ward LD, Birney E, Crawford GE, Dekker J, Dunham I, Elnitski LL, Farnham PJ, Feingold EA, Gerstein M, Giddings MC, Gilbert DM, Gingeras TR, Green ED, Guigo R, Hubbard T, Kent J, Lieb JD, Myers RM, Pazin MJ, Ren B, Stamatoyannopoulos JA, Weng Z, White KP, Hardison RC. Defining functional DNA elements in the human genome. Proc Natl Acad Sci U S A. 2014 Apr 29;111(17):6131-8. doi: 10.1073/pnas.1318948111. Epub 2014 Apr 21. PMID: 24753594; PMCID: PMC4035993.


Tennyson CN, Klamut HJ, Worton RG. The human dystrophin gene requires 16 hours to be transcribed and is cotranscriptionally spliced. Nat Genet. 1995 Feb;9(2):184-90. doi: 10.1038/ng0295-184. PMID: 7719347


National Research Council (US) Committee on Mapping and Sequencing the Human Genome. Mapping and Sequencing the Human Genome. Washington (DC): National Academies Press (US); 1988. 2, Introduction. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK218247/





Tomkins, Jeffrey. “Genome-Wide DNA Alignment Similarity (Identity) for 40,000 Chimpanzee DNA Sequences Queried against the Human Genome is 86–89%.” Answers Research Journal 4 (2011): 233–234.https://answersresearchjournal.org/dna-similarity-chimpanzees-human/.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة