شجرة الموقع

الاثنين، مارس 28، 2022

{[ المصفوفة الحيوية القيمية ... تجلي الله عبر العالمين ]}

أيمكنك أن ترى الكون الآن ، برؤية حقيقية ؟ أيمكنك أن تحسّ بجمال أَنظمة الوجود ... قُل لي عندما تبتهجُ ذات يوم ، هل فكّرتَ بسِر القانون الذي يسمَح لك بالبهجة ... من رؤية "جَوهَر المصفوفات" ، من رؤية مصدر كُلّ ترميز مُمكنٍ عبر الآفاق ، من العِلّة العميقة لقاعدة المصفوفة التي تَسمَحُ لحضرتك أن تُحسّ بالسعادة والبَهجَة والحياة ، لستُ مُهتماً بتفسيرك الخاص ، هل هي هُرمونات في الدماغ ، هل هي روابط ودوافع في اللاشعور ، تراكمَت مع النمو وعبرَ السنين وخلال رحلة تطور الجنس البشري ، كُلُّ ذلك الآن ، لا يعنيك ، ولا يعنيني.

ما يعنيني حقّاً أن "تُشاهِد" ولو لمرة واحدة في حياتك ، بصَمت ، حِكمة المصفوفات ... ما يعنيني الآن ، أن تَنظُر للزهرة التي أمامك ، وتُراقِب أبعادها ، في الصورة ، وفي عالمِ الخيال ، وفي تخيّل الواقع ، وفي وُجدانك الحي ...

إنّ منظومة الوجود الهندَسية ، سَمَحَت بأحاسيسك التي تختبِرُها الآن وأنت ترى الزّهرة وتشُمّ رائحتها ... وترى معنى الدِّفء ، ومعنى السكينة ... إنّ هذه الزهرة التي أمامك ، كائنٌ شديدُ الضعف في عالمنا ، مِن المُمكن لطفلٍ مشاكسٍ أو أرنب أبيض عابث ، أن يُحَطّمها أو يحرقها أو يمزقها ولن تستطيعَ فعل شيءٍ حينها ... وهي نفسُها الزهرة التي تبعثُ فرسان الليل والنهار ليعكُفوا على حمايتها ، وعقاب من تُسوّل له نفسه التعدي على ضعفها.

هذه الزّهرة ... لا تَملِكُ لساناً لتنطُقَ به وتخبرك بأنها حية ... ولا يداً قديرة على الكتابة ، ولا تملِكُ بنية تدافعُ بها عن نفسها ، هذه الزهرة ليست آلة حرب ، تستخدمُ الذكاء الاصطناعي ، لكي تبسُط سيطرتها على العالم ، وليست عقلاً جبّاراً يحيك المكائد ... إنها كائنٌ بسيط ... بسيطٌ جداً ... بسيطٌ جداً ، لدرجة أن أضعف الأشياءِ أقوى منه ، ولكنّها ... تنمو رُغمَ ذلك.

هذهِ الزّهرة ... تنمو في كنف كفّ الله ، في رحاب يد الرّحمن ، وتنبعثُ من عُمق الحياة ، ناشرَة بُنيانها وعطورها عبر الفضاء الهندسي الذي أنشأهُ الصافون ، المصفوفة الفيزيائية التي في هذا العالَم ، ومصفوفة الخيال ، ومصفوفةُ التجريد ... إنها في عُهدة الله ، ولَيست في عُهدة البشر ... ولكنّ البشر خلفاء الله في أرضه ، أعطاهم القُدرة على رؤية الجمال ، جمال الله ، فاستحبوا رؤية أقباح الشياطين ... ولقد مَكّنَهُم من التفاعُل الزمني مع الأرض ، إكمالاً لطور التَّجلي الإلهي ، ولقد اختاروا هُم أن يحملوا الأمانة ويختارون ذلك كُلّ يوم وليلة وساعة.

مبدأ التفاعُل الزمني ومبدأ النسبية والتآثر ، يعني أنّ المصفوفة التجريدية أيضاً تنتهي إلى علّة أعلى منها ، تنبعِث عبر العالمين ما وراءَ التجريد ، لأنّ التجريد فضاءُ الزمن العقلي والتصوري والخيالي ، الذي تنشأ عبر طياته الأزمنة الفيزيائية والكواكب ، وتتقطع الأرض المادية إلى كواكب ، فيها حالةُ الثبات والاستقرار ، حالة الرسو ، وحالةُ الطاقة الجارية التي تولّد الثبات المحلي ... حالة النّهرية ، هذه الطاقة ، حضور القوة إلى زمن الغياب المرئي "النهار" هي التي تجعلُ الزّمن يحيا بصيرورة مستمرة ، وإذا زال الاستقرار الليلي وسكنه وبقي النهار ، تتكسّر قِوى الطبيعة التي تسمَحُ لك أن تستقرّ ضمن المحل الذي أنت فيه ، كما لو أنّك تدخُلُ بحراً لانهاية له ، يطوف بسرعة لا نهاية لها ، وليس فيه شيءٌ سواك وأنت تغرق باستمرار ، هذه هي الطّاقة ... أما المادة ، فهي تجسيدٌ للطاقة بحالة استقرار نسبي قابل للرصد ... إنّ الطاقة هي صلة الوصل بين عالم الأرض وعالم السماء ، وإنّ جوهرَ الطاقة مُحرّرٌ من قيود الأرض ، ولا يتحدد في موقعة عليها إلا حين الرصد وتشابُك الطاقات.

جميعُ المسميات الوضعية البالية ، والمعادلات التي لا تُصيب هذه الحقيقة ، لا نفعَ لها إلا بمقدار قدرتها على الإشارة لهذه الحقيقة ، إنّك حين تستعمل يدك وعينك وتقانتك وأجهزتك ، لا تستخدِمُ المعادلات والأسماء التي سموها ، بل تقوم باستدعاء الحقيقة المُطلَقة ، حقيقة الزمن الذي تُدرِكُه ، والتفاعُل الذي تدخُلُ به ، وبهذه الحقائق تفعَلُ كُلّ شيء ، بغض النظر عن المسميات والتوصيفات التي لا تضر ولا تنفع.

وإنّ جَوهَر المصفوفة التجريدية ، يقعُ في تجريد التجريد نفسه ، تجريد الزّمن العقلي عن كائنيته العقلية ، هنالِكَ حيثُ تنتهي المصفوفات الكونية ، مادية وعقلية ، هُنالِك حيثُ تنتهي تفاعُلات الغياب الزّمني ، إلى العِلّة التي أوجدت الزمن ... عِلّة لا يمكنك إدراكُها عبر البحثِ في الزمن نفسه ، برؤيتك الغيابية ، التي لا ترى من خلال عينيك فيها سوى أزياء الزمن ، وإنّما تقدر أن تكشف جوهر التفاعُل في الكيان الزمني ، برَدّه إلى حقيقته الأولى ، حقيقة خالية من الأحكام المسبقة ، حقيقة الزمن ككائنٍ مُدرَك ، إنّك لا تُدرِك فقط أبعاد الزهرة المحلية في الفضاء الهندسي ، بل إنّك تُدرِك تقدير تلك الأبعادِ في ذلك الفضاء ، تُدرِك حمل الكون المُجرّد للزهرة الفيزيائية ، وهذا الحمل ، يكشِف حمل العالم الأكبر للتفاعُل الزمني الذي أنشأ مصفوفة الكون المجرد ، التي أنشأت مصفوفة الكون المحلي ، الذي أزهرت الزهرة في بحره ... ذلك العالم الأكبر ، الذي تراهُ أحياناً في المنام ، وفي لحظة خاطفة من التجلي ، وفي لحظة انتباه دقيق ونظرة ثاقبة ، والذي تحسّه أحياناً أخرى ، ذلك العالَم هو المصفوفة الكُبرى ، المُطلقة عبر الزمان والمكان ، والتي تحمِلُ كُلّ الاحتمالات ... والتي يقوم عليها الصّافون المُسبحون ...

جَوهَرُ المصفوفة هو ، الحياةُ والقيمة والوجدان ... تماماً كذاتك ، تماماً كحاسوبك ، تماماً كآلة الحرب ، تماماً كالعود ... كُلُّ شيء يُسبّح بحمد الله فيستشعِرُ جماله ويرغبه ، ويستشعِرُ جلاله فيرهبُه. من تفاعُل المحامد والأنوار نشأت الأكوان ، فاضت من عالم الحمد ، وحملت عبرها رسول الحمد ... ولأجل رسول الحمد الذي فيك وفي كُلّ شيء ، نشأت العالمين وحكايا الزمن. فنشأ التفاعُل بين الكائنات العقلية المُجرّدة التي عشِقت دورها بعبادة الله ، وولّدت هذا العالم الذي تراه ، لقد كانت حياة المعقولات هي ما انبعثت منه ، وما تفاعَلَت لأجله ، وهي التي بِها رُفِعت سماءُ التجريد على عالم التقييد فنشأت الصّافّات الكونية ... وكانت المحليات مصطفة على نفس الاصطفاف ، لكن بقيد المحل ، نشأت الأرض ، وانبسطت بلا حدود لتُغطي دورها في السمفونية الإلهية ، سابحة على أوتار العود العظيم.

لقد سمح لك ناظوم المصفوفة أن تشعر بكل شيء شعرته وأن تفكر بكل فكرة ، وتختبر كل شيء ، إنّ الأغنية المفضلة لديك بكل ما حوته من أصوات ، كانت موجودة دائماً في المصفوفة ولقد خرجت إلى إدراكك ونطاق أرصادك حين طلبتها بوعيك أو برغبتك الدفينة ... إنّ لوحة العشاء الأخير موجودة منذ ملايين السنين ، والفرق الوحيد هو ميقاتُ الرصد والتجسيد ، إنّ عُمر الكون الحقيقي لا يقاس بالمواقيت الجزئية ، أربعة عشر ملياراً قليل ، وكذلك ألف وأربعمئة ... وإنّ كونك بدأ لحظة ولادتك فيه ، ويستمر معك ...

هذه اللوحة التي أمامَك ... رسمتها يَدُ الله قبلَ كُلِّ الأيدي ، ونسجتها قوانين مصفوفة الكَون ، ومِن وراءها مصفوفة العقل المُجَرَّد ... ومن ورائهم الصّافون المُسبّحون ، لتُصادق رؤية الله العلي القدير ... الحَكيم علّام الغيوب ... فانظُر إلى ألوانها ، ومعانيها الحيّة .. إنها موجودة في الأُفق دائماً ، ويتوقّفُ الأمر على استدعائك لها وحضورك إليها ، أو حتّى لزمانها وعالمِها وحِكاياتها.

هَل رأيتَ الغُروب من قَبل ... أو بالأحرى ، هل رأيت غروباً بعيني قَلبِكَ من قَبل ؟ القِنديل ... ليسَ مُجرّد أداة تستخدمها الحضارة اليوم أو في السابق ، إنّه كائنٌ موجود في رحم الكون ، يَسمَحُ الكون بانوجاده أمامَك على هذا النحو الذي تراه ... أَخبرني الآن ... ألا زِلتَ تَنظُرُ إليه كقِطعة معدنية ميتة ... أم أنّ الموت كان في نظرَتِك الأولى.

كل إنجازات البشر المعمارية وكُلّ رسوماتهم الفنية ، هي تجسيدٌ لرغباتهم بكائنات زمنية حية ولها قيمة في الوجود ، لا تقلّ عن قيمة أي إنسان بشري ... هذه الكائناتُ لم يخلُقها البشر ، بل أنشَأها الله.

أنتَ تعبُر الزمن باستمرار ... في رحاب الله ، وفي كتابه الكريم ، وعبر هياكِل التوحيد الحكيمة ، وبحفظ يد الله ، إنّك تعيش في كفّ الله ...

هذه الأفلاك ... مُنطوية معك أينما كُنت ، بكُلّ ما حوته من عوالم وكائناتٍ وأزمنة وأحداث ... هذه المجرات الهائلة ، والتي تمتلئ بالحكمة العظيمة والجمال المَهيب ... ليسَت مُنفَصِلة عنك ، إنما أنت من ينفَصلُ عنها ... كُلّها تنبعثُ من مصفوفة الحياة القيمية ، ثُمّ من مصفوفة التجريد ، ثُمّ مصفوفة العالم الفيزيائي الذي تعيشُه.

القُرآن الكريم ، والكتاب المقدس ، أسفار التكوين ، والأساطير الإغريقية ، ببُعدهم الفيزيائي المرسوم والمقروء ، وببعدهم الوضعي والتاريخي والمظنون ، وبآفاقهم الوجودية الأُخرى ، وبكلّ صوتٍ قد قرأهم ... موجود دائماً وأبداً وبنفس الميقات ، معك الآن وتستطيعُ سماعه إن أنت آمنت ....

لكن ... لأنّ عالَم التجلي على الأرض ليس كمالاً كعالم التجلّي في السماوات العُلى ، وعوالِمُ التّجلي بأسرها ليست كعوالِم الحضرة ما وراء التجلي ... هذه الدُّنيا غير مُكتملة النور بعد ، والفضلُ يعود بذلك للبَشر والجن ، وفوق ذلك يقولون : لماذا خلقنا الله ثُمّ يحاسبنا ... لأنّكم تطلبون الحياة باستمرار ، ولا تتوقّفون عن التفاعُل مع الزّمن للحظة ، ثُمّ تسيؤون شُكرَ النعمة.

حين خلقكم الله ، اخترتُم أن تحملوا الأمانة ، فيكونَ لكم أن تُنشؤوا الزّمن ، فطغى بعضكم على بعض ، وأحببتم أن تختبروا طعم الظُّلم والغصب والعدوان ، وأن تنسوا وجدانكم وتذوقوا طعم معرفة النسيان والعدم والمجهول ... فكانَ لكم ما سألتم ، وما كان لأي قوة من دون الله عليكم من سلطان ، ولكنّه خياركم على أي حال.

ثُمّ بعثَ الله الرسل تتراً ومعهم مصابيح الضياء والنور ، ليحاولوا تصحيح ما اقترفتموه من أخطاء وجرائم ، وفوق ذلك ... تمّت إبادة الأنبياء وآثارهم على الأرض ، وكذّبوهم جميعاً ، واستهزأوا بهم ، ألاء الرسل والأنبياء الذين يرون ما وراء الأُفق ، ويحاولون تطهير قلوب الناس رأفة بهم وشفقة عليهم ، عبر جميع الأُمم ، من طاو الصين إلى أفلاطون اليونان ، وفي جميع العصور ، من عهد نوحٍ وهرمس ، إلى القرنِ العشرين ، حين ظهرت الأنوار بشكل أقلّ سطوعاً ، في مشاعل الغرب ، ومشاعل الشرق ، دونَ أن يأتي رسول جديد.

إنّ الزمن غاضبٌ من البشرية وسوء معاملتها لعطاء الله ، وتكذيبها لنعمته وجحودها ... إنّ الزَّمن ، بدأ ينفَذ صبره ، وبدأ ذلك ينعكِس على المصفوفة ، لقد ظهر كوكب نيبيرو في الآفاق أمام آلاف الأعين ، ولقد حُذفت كل الصور والوثائق وكثيرٌ منكم شهود ... ظهر بلون الدّم ، وبضوء النار ... ولا تحسبوا كلّ المهرجين والسفاحين الذين ينتشرون الآن في الشوارع هم من أتباع المؤامرة ، كثيرٌ منهم ، غضبٌ على الناس ...

كُلُّ ثانية تمرُّ الآن تقترب من الزمن الموعود ، جسدي يقشعرّ وأرى الأمان ليس في مكان ...

إنّ البنيان التجريدي للمصفوفة الفيزيائية التي أمامك ، يسمَحُ بوجود البهجة والسعادة ، والحُسن والعطاء ، والعاطفة والحنين ... هذا البُنيان ، الذي يسبَحُ به جسدك ونفسك ، وتدركه وتسميه كوناً ووجوداً ، مصفوفٌ لتنشأ عبره مصاديقُ تلك القيم الوجدانية ... فاعبر إلى ذكرياتك التي قضيتها ذات يومٍ في حديقة ، أو لوحدك في منزلك تستكين ... وتذكّر الفضاء كما رأيته في طفولتك ، وأحاطك الله من كُلّ جانب. لقد أحبّك الله ، وأعطاك القيم ، عبر والديك ، والمجتمع ، والطبيعة ، ومسلسلات الأطفال ، ومسلسلات الكبار ... عبر كلّ لقمة تأكلها ، وكل قطعة نقود ... ووظيفتك أياً كانت ، ويحن تعود البهجةُ إليك لأنّك حققتَ إنجازاً أو أصبتَ اعترافاً بقيمتك ... كُلّ ذلك كان في كفّ الله ... كل خطوة تمشيها تذكر أنّها على كفّ الله وبحفظه ، وكلّ نفس تستنشقه ، وأنت جالسٌ الآن ، هوَ جالسٌ معك في كلّ مكان ، هو الذي يمدّك بالحياة والروح ، وهو الذي مدّ الأرض بأرضيتها ، الأرض المسطحة التي تسمونها "الكون المحلي" هذا السطح الذي يمكن لك لمسه ورؤيته ، وهو الذي رفع السماوات لتكون عِلّة ما على الأرض ، ليكون التجريد علّة المادة ، بغير عَمَد ، جوهر للتجسيد لمرايا الوجود ، قابلٍ لرؤيتكم ...

إنني قد حزنت عليكم كثيراً ، ولكن لا أستطيع أن أفعلَ أي شيء لكم ، إنني أرى العذاب وهو يقترب ، إنه حزين وغاضب ، لدرجة مخيفة ، بل لدرجة ... لن يحتملها أشدّ الناس بأساً وقوة اليوم ... لا أملك إلا الدعاء لكم ، والبحث عن طريقة أنشر بها ، هذه الذكريات ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة