شجرة الموقع

السبت، أبريل 02، 2022

{ نماذج الفيزياء والعلم } | حقيقة الواقع والتطبيق

ما المُشكِلَةُ في العلم التجريبي ... لماذا لا يستطيع التقدم للأمام إلا نظرياً منذ سنين طويلة جداً ، ولا تخرج المزيد من الاختراعات التي تنتمي لواقع نوعي جديد ، هل توقفت عجلة العلم البشري عن إنتائج شيئ جديد كيفياً وأصبح التراكم في درجة التعقيد وزيادة المقادير الفيزيائية لإنجازية الآلة ، دون استخدامَ مقادير فيزيائية جديدة ؟

هل انتهى عصرُ العلم الذي نعرفه ، وماذا عن الأوتار الفائقة ، والأكوان المتعددة وبقية فيزياء الكونيات النظرية ، لماذا لا يستطيع الإنسانُ أن يختبرها ؟ لماذا لا يستطيع أن يستفيد منها بشيء ... إلا التقدم النظري والجدل الكلامي في اللاهوت.

كيف تتقدّم الفيزياء من نيوتن إلى اليوم ؟

الفرقُ في النموذج العلمي … وفقَ تقييم كون لفلسفة الفيزياء


فيزياءُ نيوتن ، نموذج العلم التجريبي ذو المقاهيم التجريدية العقلانية والإجرائية
الفيزياءُ اليوم ليست فيزياءً واحدة إلا من حيثُ الدراسة الأكاديمية الجامعة للشتات … كل نوع من نماذج الفيزياء يستخدم طريقة مختلفة لفهم العالم ، تتعامل مع حيثية معينة منه.




هنالك أربع نماذج أساسية للفيزياء : التجريد الشبحي ( بطليموس ) والتجريد العقلاني (كوبرنيكس\نيوتن)
والتجريد الإجرائي ( آينشتاين\بلانك\ماكسويل ) والتجريد البُنيوي ( الأكوان المتعددة \الهولوغرام\ المُحاكاة\ اللاحتمية المُطلقة).

من رؤية بطليموس ، الضوء كائنٌ محلي غامض لا يمكن استخدامه بشيء سوى تكوين مفهوم شبحي عنه ، مجرد اسم ، تتطور رؤية الضوء بالنسبة لنيوتن ليكون كائناً تجريدياً خاضعاً للمعادلات ، ثم خاضعاً للمعادلات وقابلاً للقياس والاختبار والتوجيه ، مع آينشتاين وبلانك ، وأخيراً ، يحاولون البحثَ عن كُنهه ضمن زمنيته المحلية الغائبة عن حضور العلم للإدراك ، ليصبحَ بالنسبة إليهم كائناً لاحتمياً أو احتمالاً في سحابة توصيفية إجرائية ، لأنّ كُنه الضوء لا يتفق مع الوصف المادي.

قس على ذلك الجاذبية ، والصوتيات ، والبصريات ، وعلم الآلات التي تتدرج من المفهوم الشبحي البسيط حتى المفهوم العقلاني الإجرائي البسيط ( ميكانيك ) والكهربي (الكترونيك) …

جميعُ الاختراعات التي تراها اليوم تعود للنوعين الثاني والثالث ، لأنهما التزما بالواقع المحلي دراسة وتأويلاً ، ولم يستخدماه كمصدر لاقتباس تأويلات محلية حولَ الأسئلة ما وراء الفيزياء … فقط الفيزياء المحلية تقوم عليها الاختراعات المحلية ، النوع الرابع من الفيزياء ، لا علاقة مباشرة له بأي اختراعٍ يفيدُ البشرية ، لأنه لم يحدث أن تم اختراعُ جهازٍ ذو بنية محلية ولامحلية بنفس الوقت ، سوى الحاسوب الكمومي المركزي الذي يعدون العدة لإظهاره كربٍّ جديد. والذي يربط عالم الظلام التجريدي بهذا الواقع الذي أمامك.

طبعاً ، هذه النماذج لن تفهمها من ضمن الفيزياء نفسها ، يمكنك أن تتحدث السودية باللغة السويدية ولكن حين تتحدّث "عن" السويدية ، أكيد ستستخدِمُ لغة أخرى ، وإذا أردتَ كشف كنهها لابد للغتك أن تكون أعمّ وأوضح.

طبعاً لستُ مختصاً في الفيزياء ولا أدعي شيئاً لستُ أهلاً له ، ولكنّ جوابي ليس من ضمن الفيزياء نفسها بما هي نموذج ، إنه أمرٌ واضحٌ ومفهومٌ جداً في فلسفة العلم ، عدمُ تخصصي في الفيزياء ، لا يمنعني من إبداء رأيي ونتائج أبحاثي ، لك كامل الحق برفضها أو قبولها ، ولي كامل الحق بعرضها ، مع أنني مللت من طريقة التعامل التي "تَعبُد" الألقاب والشهادات في هذا الموقع وغيره ، ولكنني لن أسأم وسأستمر … مُرحب بالنقاش المحترم البناء ، من أيٍّ كان.

مُشكلة التجريب الحقيقية ... ماذا وراء النموذج الحالي للفيزياء :


لتُدرِك أيها القارئ الموقر، أنّ الإشكالية في عدم قدرة العلم الحالي على ضم تأويلاته للعالم القابل للتجربة ، ليس لها علاقة بمحدودية الأجهزة الحالية ، بل لها علاقة بمحاولة "حصر" البنية التجريدية العِلِّية بنموذج قابل للاختبار محلياً ، وهذا لسوء في فهم معنى المحلي ومعنى الواقع التجريدي ، الواقع المحلي هو مجرد أرصاد لتأثيرات يتم المقارنة بينها بطريقة موضوعية لاستنتاج سلوكها المحلي ثم الاستفادة منه عملياً ، الواقع التجريدي يتعدى ذلك الأمر ، فهو يتعلق بالبنية العميقة للمادة ، والتي تقعُ ما وراء الأرصاد ، الواقعُ المحلي هو تأثير الضوء على الكتلة الذي يمكن رصده حسياً والتآثر معه ، الواقع التجريدي هو عِلّة هذا التأثير وعلة المعادلة التي تحكم سيرورته … العلة تتلاشى من كونها علة حينَ تصبح أثراً محلياً قابلاً للرصد المحلي ، وقابلاً للاختزال في معادلة رياضية ، والقول بأنها هي نفسها الأرصاد ونتائج القياس وسلوكها العملي وليس شيئاً آخر ، يُعادل القول أن الواقع الحقيقي غير موجود في كنهه، بل فقط في وظيفته الممارسة على الحواس ، التي هي وظيفة أيضاً ، وتأويل الإدراك بنفس الطريقة كوظيفة لا كُنه لها ولا اعتراف عليها سوى حين ارتدادها لقانون إجرائي رياضي لا يعبر عن شيء سوى حَدَثية الإجراء نفسها … ردُ كل الكون والوجود إلى الناحية الوظيفية القابلة للاختبار العملي ، يحتوي على ضعف في البنيان المنطقي غير قابل للإصلاح ، ولذلك لا يُمكن نقلُ هذا التأويل للعالَم ككل إلى حيز التجارب … عملية التجريب ، تقتضي أن يكون الشيء المجرب أصلاً محلياً وقابلاً للتوصيف الإجرائي ، والقول بأن أي شيء لا تنطبق عليه هذه الصفات غير موجود ، لهو قول شديد الخطورة على البشرية من كُلّ النواحي الممكنة ، لأنه سيلغي معنى الإدراك والوعي والروح ، ومعنى الإنسانية والأخلاق ، ومعنى الشفاء والجمال والفن ، وكلّ وجدانٍ ممكن ، ثم تتعدى ذلك لتعزِلَ الإنسان عن كل معرفة تجريدية مُمكنة وتمنعه من التفلسف ، ومن إقامة نماذج علمية جديدة على أسس جديدة ، حيثُ يصبح هذا النموذج الحالي هو الوحيد ، وتعدى ذلك حدود من يتبنون النموذج ، لنفذ إلى السُلُطات التي تمنعُ أي محاولة لإنشاء نموذج جديد من قبل أي مؤسسة بحثية ، وتمنع أي تجارب على هكذا نموذج وبالتالي ، تمنعُ أي استفادة عملية منه … ذلك ما حَصَلَ مع تِسلا ، ورايخ ، ورويال رايف ، وديفد بوم ، ويحصل اليوم مع نظرية العقل الممتد ، ونظرية الدنا الموجه ، وكل محاولة كسر هذا الجدار الحديدي الذي يحجب العلم البشري والإنسانية عن أي تقدم وعن تحقيق أي قيمة وجدانية من الحياة.

إنّ ما تراه اليوم من ازدهار ، يعود بالكامل لمخططات تسلا وتطبيقها ضمن أسس الفيزياء الإجرائية ، التلفاز والحاسوب والراديو ، والقمر الصناعي ، وكُلّ الأجهزة التي تراها ، تعود لتقنيات الكهرباء السلكية واللاسلكية التي قام بها تسلا ، ولكن ما لا تعرفه ولن يخبرك به المجتمع العلمي وآلاته الإعلامية الجبارة ، أن فيزياء تسلا تتعدى الواقع الذي يمكن اختباره بالإجراء المحلي والرياضيات المحلية … لقد استطاع تسلا أن يتعرض لمليون واط من الكهرباء في تجربة موثقة دون أن يتأثر ، ولقد توصل لتقنية تولد الكهرباء من العالم التجريدي ، بل لتقنيات لعبور الزمن ، والتحكم بالعالم المحلي عبر العالم التجريدي ، مما يمكن من شفاء الأمراض ، وقراءة الأفكار ، والانتقال الآني ، والتحكم بالطقس والمناخ إلى حد معقول … تم منعه من نشرها ، تم منعُ الحديث عنها ، صار تسلا المنسي ، مجرد أيقونة تجارة إعلامية لنظريات المؤامرة ولشفرة 369 التي لا يفهمون سوى رسمها.

لا أيها القارئ ، لا أيها الإنسان ، علمك لم يعطي للبشرية سوى الخراب والدمار ، وحول البشر إلى عبيد للشهادات العلمية ، نموذج العلم بصيغته الوضعية ، لا علاقة له بالنماذج التي تم من خلالها اختراعُ كل شيء تراه أمامك ، ولا علاقة له بالواقع الحقيقي … إنها أحلام أليس في بلاد العجائب ، وهي تلاحق الأمل المفقود … بقيمة للحياة ولمسيرتها المهنية والعلمية.

التجريب لن يكفي أبداً لرد العلل إلى عالم الواقع ، لأن التجربة لوحدها ومن دون استخلاص لُبّها المُجرّد ، لا قيمة لها على الإطلاق ، وتأويلك للتجربة على أنّها تصفُ الواقع الوجودي ككون إجرائي مُغلق ، لا يمكنك أن تنقُلَه إلى نطاق التجريب وتثبته ضمن منهج تجريبي ، لأن الإجراء لا يدرَكُ إجرائياً بل يكشف لمرايا الإدراك الداخلية ، التي على قدر نظافتها ترده لعوامله المُجرّدة.

ولأنّ الإجراء ، لا ينقل التأويل بما هو كشف العلل إلى حالة قابلة للتجريب ضمن نطاق مجالات الأثر والتأثير ، فلا تعود يوماً قادراً على إثبات نظريات الفيزياء الميتافيزيقية ، التي تحصر الميتافيزيقا في العالم المحلي أو الإجرائي التوصيفي ، من خلال تجريب … فلن تستطيع أبداً من منطلقات العملية والتجريبية أن تبرهن تأويلك للعالم على أنه لا حتمي ، أو فوضوي ، أن الكون مُغلَق ، أن الأكوان المتعددة هي كل الوجود ، أن الوجود محاكاة … ذلك نوعٌ من الفلسفة المبتذلة التي يتمّ إلصاقها بالمنهج التجريبي الأصيل … ويتم بيعها للناس على أنها احدث وأهم ما توصل إليه العلم الحديث ( المعدل وراثياً ).

في النهاية … قيمة الحياة لا تتحدد بكثرة المعارف ، وكثرة الأموال ، وكثرة الشهادات ، وكثرة الأجهزة والآلات ، لا بالنسبة للذات ، ولا بالنسبة للآخرين ، هؤلاء الذين يعجبهم زيك الخارجي وقناعك ما إن يزول ، حتى يهجروك أو يرجموك ، ويكفرون بعبادتك ويكونون عليهم ضداً ، قيمة حياتك بما أنت إنسان ، وبما أنت وجدان ، فحياة شخصٍ بائس ، إن أدخلت البهجة لها ، حينها سيكون لك قيمة بالنسبة له ، وليس لزيك وقناعك. شفاء الجسد ، لا يشفي الروح ….

لجميع الذين يدعون أنّ النموذج الفيزيائي الحالي (الذي يصف الكون كمجموعة كائنات محلية وتوصيفات رياضية … وليست تحتاجُ لعلة فوق ذلك للوجود والاتصاف - كونٌ فيزيائي مُغلق يشمل بمفهومه أي فيزياء لا تحتاجُ لعلّة قيمية حية ) ) كافٍ للتفسير :


التجارب التي تكررت مليارات وتريليونات المرات ، ضمن المصادمات ، هل تُثبِت شيئاً غير الحركة الارتيابية محلياً بالنسبة ل"تأثيرات" ما يسمى بالجسيمات المرصودة. وهل كنت شاهداً عليها طوال هذه التريليونات ؟ هل تثبت كامل بنيان نموذج الكون التوصيفي المحلي المُغلَق ، بالاستناد إلى بضعة أنماط تجارب ، تكررت تريليونات المرات …

هل تأويل هذه التجارُب برؤية فيزيائية موضوعية ، تستندُ لنموذج الارتياب اللاحتمي ، يُمكن أن تبرهن عليه تجريبياً -وفقَ شروط البرهان التجريبي ليتحول من تأويل نظري تخميني إلى حقيقة واقعية\ أو على الأقل لينتقل الارتياب من مستوىً فوق فيزيائي "اللاحتمية المُطلقة" إلى مستوى فيزيائي قابل للاختبار "ولو مرة واحدة" ولا يبقى … مُجرّد تأويل ليس له تطبيقات عملية- وحينها ستحصد جائزة نوبل.

هل تأويل الارتياب بنموذج الكون التوصيفي المُغلَق ، الذي ليس فيه سوى الآثار المحلية وإجرائياتها الرياضية ، مما يجعلُ الارتياب طبيعة الكون الجوهرية الغنية عن الأسباب المؤدية لها ، يُمكن أن تُبَرهِنَ عليه تجريبياً لتنتقلَ هذه الجملة من حيز التأويل إلى حيز التطبيق ولك جائزة نوبل.

هل نموذج التجريب الوضعي في فلسفة العِلم ، المُعتمِد على تكرار تسجيل الاقترانات ضمن نطاق زمني محلي ، وربط هذا التكرار بتأويل ينتمي لنموذج الكون التوصيفي المُغلَق يمكن أن تبرهن عليه ضمن إطار فلسفة العِلم ولك جائزة نوبل.

من أين جاء النموذج التجريبي الوضعي ، الذي يحصُر التأويل الفيزيائي ضمنَ الواقع الفيزيائي. هل أتى من التجريب والحس المادي أم من افتراضات عقلية مجردة وتخمين يتناسبُ مع رغبات معينة.

التجارب التي تقيمونها - أيها الفيزيائيون - في مُختبراتكم ، هل تثبت السلوك الإجرائي الوظيفي للوقائع الفيزيائية ، أم أنّها تتعدى ذلك نحو علل هذا السلوك وسؤال الكيف ولماذا ؟ وفي الحالة الثانية ، يرجى ذكرُ تجربة واحدة ضمن هذا الإطار. وفي حال عدم ذكرها فلا يحق لك الحديث بإجاباتك عن أصل الكون وفصله ، وعن الإيمان والإلحاد ، وعن الأكوان المتعددة ، وعن الحقيقة والواقع. ونسب آرائك الشخصية لعلم الفيزياء … لأن إجاباتك هذه لا تخضَع للموضوعية التي تزعمونها.

الواقعُ الذي أتكلم عنه ، لم يكن إثباته صفر مرة لولا نظامك العالمي الجديد ، الذي يُكمم الأفواه ، تجارب الباراسيكولوجي والتنويم المغناطيسي والوساطة ، تتم حالياً كل يوم ملايين المرات ضمن إطار المخابرات وسبق ووضعت دراسة عن 12 مليون ورقة بحثية للسي آي إيه بذلك ، وسبق ورأيتَها أنت ، ولا تزالُ معي لمن يريد مطالعتها جاداً وليس من باب زيف الأنا … حالات شفاء الناس ، لا تحتاجُ لترسانتك العلمية ليتم إثباتها ، نماذج الرياضيات الإحصائية ضمن الطب لم تحقق حتى اليوم علاج مرضٍ واحدٍ علاجاً حقيقياً … تحتاجُ لقلبٍ حي يدركها.

واقِعُك كله ، بكل ما فيه ومن فيه ، وجامعاته ومراكزه البحثية ، لا يهمني بشيء ، ليس لك الحق في فرض رأيك علي ، قم بالسخرية والاستهزاء كما تشاء ، لكنّ مصادرة حق الآخر في التعبير ، والدعوة إلى تكميم أي نطق بالحق بحجة أنه لا يتلاءم مع نموذجك الخاص هذا ليس علماً ، هذه جريمة ومحاولة إرهاب ومحاولة حرب نفسية … لجميع طوائف الفكر والإيديولوجيات العلمية والدينية والسياسية أتكلم.

__________________________________


الأسئلة الغريبة والإجابات الأغرب :


1. هل بنيت آلة أو تم تجريب نظرياتك ؟

هل أخذَت نظرياتي فُرصة أصلاً لكي يتم تطبيقُها ؟ هل هُنالك جهة تتبناها ؟ وهل أنت بنيت آلة بوضعيتك والتجريب ، أم باكتشاف القوانين العقلية التي تتحكّم بالآلات ؟ هل المُعادلات هي كائنات حسية أم معقولاتك عن العالم المحسوس ؟

2. التجارب متكررة ملايين المرات …

لستُ في حرب ضد التجربة بذاتها ولا أنكر فضلها ، عندما تكون مُقدمة لاستنتاج تجريدي ، وليس عندما يتم استقبالُها بشكلٍ سلبي أو بتأويل يتلاءم مع هوى المذهب الوضعي ، ثم لصق عنصر التجربة ونفعه في حياة الإنسان ، بمذهب فكري إيديولوجي متعصب متشدد ، التجربة عنصرٌ مفيد عندما يتفاعلُ مع التأويل الصحيح ، ماكس بلانك مؤسس الكم ، آينشتاين ، وغيرهم ، لم يشتقوا نظرياتهم الكُبرى من التجريب. بل من التأمّل الذي تحول لتجريب.

المُشكلة ليست في التجرُبة ، بل في "تأويلك الخاص" للتجربة وجعله سُلطة دون وجه حق.

أكثرُ ما تم تجريبه على الإطلاق ، هو التجريد والاستنتاج ، الذي تستخدمهُ في حجتك ، بل وفي بناء مذهبك بأسره.

جُملة خلدها التاريخ ، قالها حرفياً لي أستاذ متخصص في فيزياء الأوتار :

"لا ، لا يحق لك ان تأتيني بفكرة او رأي من "قفى الحصان"، و تقول لي انها تملك حق الحياة او الوجود"

من المعقول بنسبة معينة أن يتم إقصاء الأفكار الساذجة والعقيمة عندما يتم إلحاقها بنماذج ذات تأثير كانت أو غير ذات تأثير ، عندما تكون هذه النماذج لا تتعلق بتلك الأفكار ، من المعقول أيضاً إقصاء الأفكار حتى لو كانت صادقة وحقيقية حينما يتم زجها بغير العلوم التي تدرسها والمناهج التي تتبناها ، ولكن ، من اللامعقول والجنون والاستكبار والغرور والتعدي للحدود والكفر بكل حقيقة ووجدان ممكن ، أن تعتبر نماذجك هي الشريعة الوحيدة للحياة ، أو هي كل شيء ممكن الوجود ، وأن تفرضها على من لا يرغب بها أو أن تفرض على آذان الكائنات الحية أن لا تصغي لغيرها ، أن تقول لي أو لإنسانٍ ما : ’’ لا يجب لأفكارك أن توجد في أي مجال على سطح الأرض ، وأنها لا تمتلك حق الحياة والوجود " من ذا الذي أعطاك الرخصة للتسلط على أفكار الناس ، وحرية تعبيرهم ، وحق الحياة والوجود لفكرة أو لأي شيء آخر ؟ هل تعتبر نفسك رباً للناس أو أن يكون نموذجك العلمي رباً يقيم الحقوق والحياة والوجود ؟ 

ليس المهم مدى تأثير فكرة الإنسان ورأيه ولا حتى مدى واقعيته ، فطالما يحق له الحديث عنها بناموس الكون وشريعة الحياة ، والقيم الإنسانية ، وحرية الفكر والتعبير ، فليس لك أو لأحد من الناس الحق بإقصاءه ، وإذا كنت واثقاً بنفسك هكذا فرده بالدليل والتسوية البرهانية ، وليس بالتهديد الفكري ومحاولة حظر الكلام.

وطالما أن الإنسان الحر يملك الإرادة ويؤمن بنفسه وبالحياة والوجود والحكمة ، لن يضره كلام الآخرين شيئاً ، أولائك الذين يظنون علومهم تكفي لإيقاف عجلة البحث وطمس الرغبة بالوصول للمُطلَق ، فواقع لا مطلق فيه ، واقع لا حياة فيه ... ولا رغبة للحي أن يأسره نفسه به.

هل هذا نوعٌ جديد من الحريات وحقوق الإنسان ، التي تسمح لك بأن تمنع حياة ووجود "الأفكار" ليس فقط في نموذجك وجامعتك ومجالِ عملك ، لا بل أيضاً في أي واقِعٍ ممكن التطبيق ، وذلك لا من وجهة نظر أخلاقية أو قانون يحفظ الحق ، لا بل من وجهة نظرك الخيالية للواقع ... هل هذا هو النظام العالمي الجديد الذي تبشرون الناس به ، تَعساً له من فوضى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة