شجرة الموقع

الخميس، مايو 12، 2022

[ الوعي والذكاء الاصطناعي ] | الفرق الجوهري بين الماديات والروح: هل يسمح تصميم العقل الالكتروني الجديد في الحواسيب الكمومية بإنتاج عملية الإدراك ؟

 

فرق كبير بين أن تجيب على السؤال من منظور فلسفة معينة، تتناسب مع نظام إحداثيات افتراضي معين، وبين أن تكشف الحقيقة التي تم السؤال عنها.. حينما تعرف الوعي على أنه "الإحساس بالوجود الداخلي والخارجي" أو "الوظائف العقلية المعرفية العليا".



فلنأخذ مثالين واضحين على حالات التلاعب بالمصطلحات :

"كتب هذا المقال[1] ماثيو ديفيدسون (Matthew Davidson) من جامعة موناش (Monash) حيث تم نشره سابقًا في مجلة “المحادثة”.

’’هل تعتقد أن لهذا الجهاز الذي تستخدمه أنت لقراءة هذه المقالة شعور بنفسه وبالحالة التي هو فيها؟ ماذا عن كلبٍ أليف؟ هل لديه أي فكرة وأي إدراك لحالته وماهيته؟ ما الذي يفصل بين حالة الكلب وحالة الآلة؟... إن كل تلك الأسئلة هي بعيدة كل البعد عن البساطة، ويبقى السؤال “كيف ولماذا يمكن لتواجد ظروف معينة التسبب بظهور تجربتنا كبشر للوعي؟” أحد أكثر الأسئلة غموضًا في زماننا هذا. الأطفال حديثي الولادة والمرضى المصابين بتلف دماغي والآلات المعقدة والحيوانات قد يُظهِرون علامات الوعي. ومع ذلك فمدى وطبيعة تجربتهم الواعية لا تزال محط جدل ونقاش فكري حاد.‘‘

يبدأ الكاتب مباشرة بطرح مجموعة من التساؤلات غير المترابطة في موضوعاتها - وفق صيغة طرحه - والتي تشمل، شعور الآلة بنفسها وبمحيطها الزمني، والشعور لدى كلب اليف، ويربط ذلك بشعورك، بشكل يبدو فيه أنها ظواهر مختلفة في الجوهر، متفقة في الهيئة الخارجية والوظيفة الزمنية، ليخبرك بالنهاية أن "فعل" شعورك بالموضوع هو الوعي، بشكل مضمن في طيات كلماته المنمقة، فتفترض معه ذلك افتراضاً مسبقاً ليستحيل السؤال من "ما هو الوعي" إلى "ما هي الظروف التي ينشأ فيها الوعي".. إن الفرق بين السؤالين، أن الأول يحدد نوع نظام الإحداثيات الزمني المستخدم في تعريف ودراسة الموضوع، وبالتالي يحدد جوهره الوجودي، وهكذا هي الحال حينما تسأل عن "ما" و"من". ولكن الأمر يختلف بالنسبة للسؤال الثاني ، فهو نوع من التحديد المُسبق، لأنك ربطته بظروف معينة محددة مسبقاً ( كالواقع المادي ) فلقد جر الكاتب يد عقل القارئ مباشرة نحو هذه الهاوية السحيقة، وهي وضع الوعي ضمن إطار الزمن المحلي، بدلاً من وضعه كمفهوم مقابل لمفهوم المحليات بما أنه يعرف عن طريقها وليس من خلالها. وعوضاً عن البحث في حقيقة الوعي، هل هي أصلاً تنتمي لهذا الزمن المحلي أم لا، وإذا كانت تتجاوزه نحو زمن آخر فيا ترى كيف يمكن دراستها، يتحول السؤال والبحث إلى سلوك علمي ذو إطار مسبق الصنع، وهذا الإطار.. هو ما يمكن تسميته بـ"العقيدة".

بالتأكيد سيبتعد جواب هكذا سؤال يربط عنوة بين نظامين إحداثيين متمايزين زمنياً ووجودياً، عن كل جواب بسيط ممكن، لأن المشكلة في السؤال نفسه... اسأل السؤال الصحيح ، كي أعطيك الإجابة الصحيحة.

’’يقول تشالمرز[2]: «على مدى العقد الماضي، طوّرتُ وزميلي جوناثان سكولر -أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا- ما نسميه (نظرية الرنين للوعي – resonance theory of consciousness)». «نقترح أن الرنين -كلمة بمعنى الاهتزازات المتزامنة- هو في صميم الوعي الإنساني وأيضًا الوعي الحيواني، والواقع المادي بشكل أعم». كل شيء عبارة عن اهتزازات، كل الأشياء في كوننا تتحرك باستمرار، حتى الأشياء التي تبدو ثابتة هي في الواقع تهتز وتتأرجح بترددات مختلفة.‘‘

لا شك أن اللقب العلمي يشير إلى مستوى عال من الدقة والمهارة في نطاق إجراءات البحث المعرفي الذي تمت حيازة اللقب عبره، وإنها لمدعاة للفخر وليست بأنانية بشكل عام، ولكن العرض المستمر للإجابات على موضوعات تم إبهامها عبر التاريخ، ولا تتعلق أصلاً بمجال الدراسة ولا حتى بالنموذج العلمي الأكاديمي الذي يؤطر يد الباحث ولسانه بحكم تخصصه، عرضاً يبدأ بتقديم شهادات المجيب ومدى احترامه الأكاديمي، هو طريقة مستفزة في ميادين المعرفة.. تختفي حيالها الموضوعية ويتحول الأمر إلى نوع من الكهنوت بصيغة أخرى.

يمكن الأخذ بالشهادة والتقدير بعين الاعتبار ضمن نطاق مجالها المهني والواقع الذي تدرسه والنموذج الذي تستخدمه في دراسة مثل هذا الواقع، ولكن الإنسان الطبيعي والعادي والبسيط، أو حتى المختص الذي يهتم بالجواب الدقيق والصحيح، لا يهمه كثيراً من كتب الجواب أو البحث، يهمه ذلك فقط لإخراج الأجوبة العبثية ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل جواب من أكاديمي هو مفيد وكل جواب من غير مختص هو عبثي، بل على العكس تماماً..

لأن المختص يحصر محاولة الإجابة في نطاقات اختصاصه، والوعي مثلاً ليس من اختصاص علم النفس التجريبي، إلا من حيث الوظائف النمائية والمعرفية التي تنطلق من حامله، وليس من حيث البنيوية والكنه والنظام الزمني الوجودي الخاص به.

وفي الحقيقة لا يوجد تخصص في الجامعات التي نعرفها وفي المنظومة العالمية التي تحكم مسالك العيش اليوم، يمكن أن يجيب على سؤال مثل "ما هو الوعي"، إلا باستخدام سياسة "لي عُنق المعنى " وتحويله إلى شيء آخر، الاهتزازات والرنين يتعلقان بالحالات التي يظهر فيها الوعي تواجداً في وسط رنيني، والافتراض الذي افترضه الكاتب أن الرنين يحدث بين موضعين محليين، وبذلك حصر الوعي في نطاق الرنين، وحصر الرنين في نطاق الواقع المحلي والواقع التوصيفي (الفيزياء الرياضية), وهي افتراضات مسبقة ستقلب الجواب رأساً على عقب ولن يعود له نفس المعنى الذي قصده السائل أبداً.

من حقك أن تسأل ما تشاء، وتطلب الإجابة بالطريقة التي تشاء، ولكن ليس من حقك أن تلصق قصد الآخر من سؤاله بقصدك الخاص، وتحصر الإجابة التي يريدها الآخرون بالإجابات التي تريدها أنت، مستخدماً إبهام تخصصك ودهاليز الكلمات بالنسبة للآخرين، ومستعيناً بالسلطة النفسية الممارسة عليهم، فتخصصك يكفل لك الإجابة على نوع من الأسئلة بنوع من المناهج والتأويلات، وليس أن تحصر الأسئلة ومناهج البحث ونماذج التأويل كلها بتلك خاصتك.

قد بيننا للقارئ كيفية الردود العلمية التخصصية على الأسئلة الزمنية والوجودية، حتى يعلم فقط لماذا هو دائماً محتار بين إجابات العلم ولا يجد ما يرضي ضمأه الروحي والمعرفي في تلك الأنظمة.

إن طبيعة العلم التجريبي تمنعه أصلاً من إنشاء تخصص يدرس الوعي دراسة تجريبية، لأن العلم التجريبي يبحثُ في الواقعة الموضوعية للمراقبين ( المحليين ) من حيث أبعادها التكرارية وآفاقها الاحتمالية ضمن نظام الإحداثيات المحلي ونظام الإحداثيات الإجرائي الذي يصف التأثيرات الممارسة على المحل من حيث واقعة تأثيرها المحلية بلغة رياضية مكممة، النظام المحلي تعنى به النماذج الميكانيكية (كنيوتن) بينما يدرس النظام الإجرائي بالنماذج الإحصائية (هايزنبورغ والارتياب) وكلاهما لا يصلحان لتفسير الذاتيات والكنوه وجوهر الواقع لموضوع معين ، وإنما يستخدمان لوصف الأفعال والحالات النسبية التي تتعلق بظهور الحقائق الذاتية عبر فعلها ووظيفتها الممارسة في نطاق الرصد، ففعل الوعي الممارس على جسد الإنسان، والذي يدرسه العلم النفسي التجريبي، هو خاصية واحدة من خاصيات الوعي التي لا تنتهي، وجميع تلك الخاصيات والحيثيات ليست جوهر الوعي. هكذا يستحيل أن يدرس العلم التجريبي المنتمي لهذا الواقع النسبي الظهوري جوهراً يتجاوز الواقعة الزمنية المحلية كما هو الحال في الوعي، لا يمكن للتجريب بصيغته الحالية أن يدرس الوعي أصلاً قبل افتراض تعسفي أن هذا الوعي هو مسبقاً واقعة مادية محلية أو مجال احتمالي للوقائع المحلية، وبالطبع ليس هنالك الكثير من الناس – بغض النظر عن مستواهم العلمي – يمكن أن يوافق على قرار خطير كهذا إذا عرف حقيقة معناه المخفي عن الجمهور ، لمجرد أن اقتراحه كان من قبل لجان علمية مرموقة. 

ولقد بدأت الحديث معك بمقدمة أستعرض لك من خلالها نقائص البحث العلمي التجريبي المحلي بالنسبة لنظام زمني أو وجود يخرج عن الواقع المادي المحلي. حتى تدرك ما الجواب الذي تسعى نحوه وكيف يمكنك الوصول إليه ، وتزال حيرتك بين ما ستقرؤه وبين ما سيتم الاعتراض به على ذلك البيان من قبل المختصين.

وحينها فقط ... سيكون لك حرية القرار فيما ستختار.

أول موضوع سيحسم الأمر مباشرة ، كيف يمكن أن يعلم الإنسان ما هو نظام الإحداثيات الزمني الذي ينتمي له موضوع البحث، هل هي إحداثيات مادية أم تنتمي لمنظومة فائقة للمادة وقاهرة فوقها، يعيدك إلى السؤال العلمي الأول على الإطلاق:

ما هو العالم ؟ وما طبيعته النهائية ؟... كيف تعرف الفئات المتواجدة في مصفوفات العالمين حتى تحدد بدقة ما المصفوفة التي ينتمي لها موضوع بحثك. من أين لك أن تعرف ما هي المادة أصلاً ؟ وما هي الكتلة وما هي الطاقة ؟ وما هو الرقم والعدد والشكل واللون ؟ وما هو المفهوم وما هو المحسوس ، وسائر المعلموات الأولية التي يبنى كامل البنيان العلمي التجريبي والعقلي على معرفتها مقدماً واستخدماها كأدوات ولبنات بناء، وبدونها لا مجال لتصور النظرية والمنهج أصلاً.. هذه المعلومات يقولون لك أنها تُبحث في فلسفة العلم، ولكن، كيف تستطيع فلسفة العلم أن تجيب عليها وبأي نوع من المناهج البحثية تجيب على مثل هذه الأسئلة ؟ ولماذا كلما ازدادت بساطة السؤال وقلت أعداد كلماته، ازداد تعقيد الجواب وأصبح موضوعاً للتشابك العلمي بين العلوم، ما السر الذي يربط بساطة السؤال بصعوبة الجواب ؟

كل هذه الأسئلة التي لابد لها من إجابة تسبق ما يقوله أي نظام علمي سائد، تقوم برد معرفتك ككائن حي إلى نقطة الارتكاز الأولى : ’’ما الذي يوحدك بالعالَم والزمن الذي تتفاعل معه ؟ كيفَ تدرك العالم ؟‘‘..

في القرن المنصرم، كان طبيعة الوعي معيار تحديد طبيعة العالَم وليس العكس، لأنك تتعرف إلى العالم بوعيك وهو البوابة بينك وبين العالَم، فهو القائم على المعرفة وما يحددها وما يحدد وهمية الواقعة الموضوعية أو حقيقتها. إنك غائبٌ بذاتك عن العالم، والعالم كذلك غائبٌ عنك، ولو كنت أنت العالم وكان الآخر الموضوعي هو الوعي، إذن لانقلبت الآية وتبدأ البحث بالطريقة العكسية (من الموضوع إلى الذات)، وبما أن العالَم غياب فسيكون الوعي وكل ما يشير إليه من جمال ومطلقية غائباً عنك.

وهذه النتيجة النهائية التي يريدونك أن تصل إليها، أنك بلا ذات، وأنك مجرد ضباب كوني تجمع في وقع فوضى عبر الزمن.

الجدل احتدم بين الفلاسفة والعلماء حول طبيعة الوعي، وطبيعة الوعي حينها بدت غير واضحة المعالم بعد في آفاق البحوث، ففي البحث التجريبي كان السلوكيون يلحون بشدة إلى نزعة اختزال الوعي لعوامل بايولوجية ، لكي يتم نبذ البنيويين والاستبطانيين، ووجد فلاسفة فيينا والوضعيين المؤسسين الرافضين لفكرة المطلق والقائلين أن الحقيقة مجرد واقع اسمي ولفظي ولغوي، فرصة كبيرة للشد على أيديهم عبر استخدام السلوكيين، بفضل ما تم إنتاجه من إنجازات العلاجات السلوكية مقابل عدم إفادة البنيويين والاستبطانيين بأي موضوع تطبيقي يخدم المعيشة المحلية بشكل مُباشر (لأن الاستبطان لم يكن قد تكامل بعد). بينما على الطرف الآخر ، قام علم الإدراك "الفينومينولوجيا" بدَمغ فرضيات اختزال الوعي وإزالتها نهائياً، وتجلى ذلك أشد الظهور في كتابات هوسرل "الفلسفة علماً دقيقاً" و"أزمة العلوم الأوربية الحديثة" ومن الممكن الرجوع إلى المرجع التالي[3][4] وهو أحد أهم بحوث ستانفورد التلخيصية لمشكلة الوعي السهلة والصعبة للتحقق من مدى إمكانية دراسة الوعي تجريبياً والفرق بين التجريب الاستبطاني والموضوعي، وجوهر قوة الإدراك الفائقة لمجال ومنهاج العلوم الطبيعية.

فبينما يعمل البرهان التجريبي المحلي على استقراء الواقع المحلي وتلخيص نتائجه في معادلات تصف التغيير الزمني للوقائع المحلية ضمن فئات احتمالية وترجيحية، بحيث يمكن تعميم نتائج التجريب لتكون وقائع رياضية في نظام الإحداثيات الزمني المحلي، فإن المنهج البحثي الإدراكي يقوم بتقييم الموضوع العلمي المُدرَك ومنهجه ونموذجه من الحيثية الإدراكية، وهي أصله في الوجود ولا يعلم الإنسان غيرها سوى بعض الخيالات ومحاكاة التصورية واللغوية . إن ذلك يعني أن المنهج التجريبي المحلي بشكله القياسي وكافة أشكاله الأخرى يرتد إلى أن يكون نوعاً واحداً من أنواع المنهج البحثي الإدراكي، نوعٌ له وظيفته وتخصصه الذي لا يستطيع الخروج عنه ( وهذا هو ما يسمى الفينومينولوجيا وطريقتها في البُرهان، التي لم يدركها البعض ممن يجيب على هذه الأسئلة بالطريقة المناسبة والدقة الملائمة ).

للتوسع أكثر في فلسفة العلم أرفق لحضرتك هذا البحث [5].

هكذا تم التعرف على الوعي على أنه أجدى بالدراسة الإجرائية ، ليس لأن الدراسة الاستبطانية غير علمية أو هي علوم زائفة كما يشيع اليوم لدى البعض - خصوصاً السوشال ميديا - ، وإنما توافقاً مع فلسفة العصر الساعية إلى إنتاج موظفين أكفاء ومرموقين في عملهم، وليس فلاسفة ومتأملين - على حد زعمهم - يرفضون المصفوفة العالمية الجديدة . وهذا ليس سبباً علمياً وإنما نوعاً من فلسفة الحياة تسمى بالنفعية.

لأن الذكاء الاصطناعي.. خالٍ من الوعي بنيوياً، فليس فيه وعي. ولكن كينونة الآلات تعي وجودها وتعي كل شيء أيضاً.

  1. الذكاء الاصطناعي\الحاسوب والوعي :


ما يسمى بالذكاء الصناعي يشير إلى مجموعة ردود أفعال ميكانيكية تعتمد نوعاً آخر من الطاقة غير التي تعتمدها الآلات البخارية والحركية الكتلية، يسمح هذا النوع بسرعة أكبر في المعالجة من تلك الآلات البدائية ، وتوزيع أعلى في الكثافة والتركيز للطاقة ضمن المجال والمكان، مما يعطي مرونة إضافية، فيتم من خلال ذلك القيام بالمزيد والمزيد من المعالجات بفترة محدودة ومسافة محدودة، يسمح هذا بنشأة تراكيب معقدة جداً من أنظمة المعالجة ضمن مجال زمكاني محدود، وهذا يجعل الآلات تتصرف بسرعة عالية وتعقيد فائق، وتبدو وكأنها تعمل بقوة الوعي، وكلمة تبدو تعني أن الوعي هنا يؤخذ على المحمل الوظيفي وليس على المحمل الوجودي الاستبطاني، فالموضوعية لا يمكنها أن تفهم الوعي ولا أن تثبته، ولكن يمكنها أن تقيس وظيفته بالنسبة للواقع الموضوعي وتأثيره عليه. مجال الموضوعية لا يتعلق بالوعي، ومجال العلوم التجريبية يدرس الوعي ضمن ظهوره في أفعال الجسد وأقوال اللسان، وليس علة أو قيمة الوعي وكنهه وحيويته[6].

بالعودة للذكاء الاصطناعي، لن تجد له أي تفسير على أنه "ذكاء" من حيث البنية ، إنما هو كذلك من حيث الإجراء (يُظهر آثاراً للذكاء )، وسأشرح ذلك بالتفصيل الآن ، ومتأكد بأنك أيها القارئ ستوافقني تماماً[7]:

إدراك الحاسوب معدوم حتى يزود بآلية خاصة ، وهي دلالة التوجيه، تسمى أيضاً بالمنطق الحَسوب، فيقوم العقل الالكتروني بمعالجة المعطيات التي لها تعريف زمني فيزيائي رياضي ، بعبارة أخرى لها قيمة فيزيائية يمكن احتسابها كمياً بالنسبة لواقع الإحداثيات الفيزيائي وكميات الفيزياء النموذجية، وأيضاً يفعل هذه المعالجة بطبيعة تتماثلُ مع طبيعة المُدخلات ( يستخدم بنىً فيزيائية حسوبة في الإدراك ) وكذلك الأمر بالنسبة لناتجات المعالجة ( هي حسوبة أيضاً ) ويغدو إدراك الحاسوب من حيث الوظيفة "حوسبة فيزيائية"[8] بالكامل ، فهو مجرد عملية انعكاسية لا تختلف عن عمليات الآلة الميكانيكية إلا في مستوى التعقيد ، وحين يتزود بطاقة الوعي للكائن المشغل وبدلالة التوجيه التي يسخدمها، يمكن أن يتحول إدراك الحاسوب من الوجود المعدوم إلى الوجود الحقيقي النسبي، لأنك عندما تعطي الحاسوب مجموعة من العينات وتطلب منه استقراءها ، ستحتاج لأحد نوعي البناء المعرفي الغيابي :

  • دالة التوجيه المحلي : التي تسمح بالتطابق بين معطيات الزمن المحلي الداخلة للمعالجة والخارجة من المعالجة، والتي يرمز لها بالخوارزمية المحلية من فئة ( إما 1 أو 0 ) فلابد من تطابق المقدار الفيزيائي الكلي للأحرف الخوارزمية الداخلة ( البيتات مثلاً ) والتي ترمز لعدد وتسلسل النبضات الكهربائية الخاصة بالصورة الداخلة للحاسوب، مع مقدار الخارج الفيزيائي ( عدد بيتات مطابق في الصورة التي تُعرض على الحاسوب ) – ويتم احتساب مقادير الفروق بين كمية النضبات الداخلة والخارجة عن طريق أخذ عوامل أخرى تدخل على المعالجة قبل العرض بعين الاعتبار – فيكون الزمن المحلي الذي تداركه جهاز الحاسوب مساوياً تماماً للزمن المحلي الذي عرضه – بعد احتساب كميات التعديلات التي حرفت زمن المعالجة ضمن الحاسوب – وهذا هو مبدأ الطوبوغرافيا ، يعني هذا أيضاً أن الأحداث تسبق الإدراك والإدراك يعكس الأحداث كما هي بعد أن تتم معالجتها بأجهزة معينة، وأن زمن الإدراك محلي وواقعة الإدراك محلية ويمكن احتسابها بنفس طريقة احتساب واقعة التأثير المحلي الممارس على الإدراك حسب زعمهم، سيسمح لك هذا بمعالجة المُدخلات بعد تزويد الحاسوب بدالة المصفوفة التي توجه أعماله لكن لن يستطيع الحاسوب تجاوز تلك الدالة، وتكون المصفوفة الكُبرى هي نظام التشغيل وتسمح بفضاء احتمالات محدود للمصفوفات الفرعية. بمعنىً أوضح : لا يقدر الحاسوب على الاستقراء دون وجود دالة برمجية مسبقة توجه آلية معالجته للمعطيات وتصنيفها، يشملُ ذلك التعلم العميق واللامُراقب تماماً كما يشمل تعلم الحاسوب الاعتيادي. الفرق الوحيد أن الحاسوب الاعتيادي يستخدم دالة محلية تماماً وليس فيها أوامر تشغيل ذات أوامر تربط المحليات بمبادئ مُجردة ( بنى برمجية تجريدية–محلية).​
  • دالة التوجيه التجريدي : في حال كانت الخوارزمية كلانية ، من فئة 1 و 0 معاً بنفس الزمن، متجاوزة مسألة حدود المحل الزمني ، وطلبت من الحاسوب تعلم مصفوفة معينة ، يمكن بالاستقراء أن يدرِك عشرة آلاف صورة قط ، ثم يستطيع التمييز بين القط واللاقط ، لكن ليس بالشكل الذي تظنه أبداً ... إنه يعتمد كلياً على فصل عناصر صورة القط المحلية إلى آلاف أو ملايين القطع ، ثم الربط بينها وتخزين ما استنتجه من انعكاسات في الذاكرة – التي هي مجرد رموز أوامر تجعله يتصرف وفقها فيما بعد - ، ثُم يقارنها ( عبر النبضات الكهربائية التي تنتجها وعبر معالجته لتلك النبضات بنبضات أخرى ) بصورة قط آخر ثم آخر ثم آخر ، ليكون في النهاية ، علاقة رياضية – مجموعة أوامر – بين أجزاء القطط واحتمالية أن يكون ما في الصورة قِطاً، وبعدها يمكنه أن يرسم القط الذي تطلبه منه، وهذه العملية التي تبدو لك ذكاءً عشوائياً ، ليست سوى ردود أفعال منعكسة وآلية منظّمة نحو تلك الصور التي يراها، لا تختلف عن ردة فعل آلة الخياطة عند تشغيلها بشيء، بل لا تختلف عن وقوع القلم على الأرض بشيء، وكل ما في الأمر أنها تتخذ أشكالاً أخرى معقدة جداً تبدو فيها وكأنها مشابهة لسلوك الكائن الواعي. ثم إنشاء روابط بين عناصر تلك الصور المحلية المجمعة وبين الرد الفعلي الآلي المنعكس على رؤية تلك العناصر (مثل إبداء الدهشة أو العاطفة )، وهذا الرد ، تراه أنت على شكل تعلم آلي غير مُراقب ، بينما هو في الحقيقة تفرعات لانهائية لدالة ربط واحدة بين فعلٍ آلي وفعلٍ آلي آخر، دون وعي وإدراك، وبلا أي تجريد حقيقي ، لأنه بعد ان يرى عشرة آلاف أو عشرة ملايين قط ، ستبقى هنالك فجوة ، مهما كانت صغيرة ، بين القط المِثال وبين فضاء الاحتمالات الذي تم إنشاؤه ، فإذا لم يرى قطاً بثلاثة عيون وأربعة آذان وبحجم كوكب الأرض ، وبلون يختلف في كل سنتمتر منه عن الآخر ، وبتغير هذا اللون في كل لحظة، أو بتغير شكل القط نفسه كل لحظة ، إذا لم يره مُسبقاً لن يقدر على إنشائه ، ولن يقدر على فهمه ، ولن يسميه قطاً ولن يسميه كائناً واحداً، رغم كل ما اختزنه من معلومات عن القطط ، حتى يتم تحديث الدالة لتسمح بمعالجة العناصر الجديدة، لأنه لم يمتلك بعد المعطيات اللازمة لذلك ، سيحتاج أن يرى أشياء مُشابهة ويربط بينها بعلاقات "تبدو" منطقية وهي ليست سوى منعكسات أوتوماتيكية تختزن على ذاكرته كرموز ، وتتحول الرموز إلى ردود الأفعال .... ثم بعد كل ذلك قد يمكنه أن يفهم ذلك الكائن. ولا يمكن تسريع هذه العملية للقدر الكافي باعتماد حاسوب محلي، بل لابد من وجود حاسوب كمومي خاص، وما هذا بالتركيب وما هذا بالاستقراء الحق ، لأنك إذ تقوم بتخيل هذا الكائن ، تكتشف فوراً قدرتك على تمييزه كقط وليس أي شيء آخر ، رُغم أنك ، لم تره بعد ، ولم تر أشياء مشابهة، ومعلوماتك العامة عن القطط لا تتوافق مع مثل هذا البُنيان الزمني ... إن تعلم الآلة يمكن استحالته إلى علاقة تربط بين فعلٍ محلي ورد فعلٍ محلي آخر، دون المرور بالتجريد والإدراك، هنالك فجوة مفقودة بين المدخلات والمخرجات ، إنهما متلازمان تماماً وليس بينهما فاصل زمني ينتمي لبعد أو مجال آخر غير الإجراء المحلي، وإذا وجدت طريقة لربط الآلة بدالة انعكاسية من هذا القبيل، لكنها تسمَح بتعلم تفكيك عناصر الصور والمعطيات المرصودة إلى أصغر الوحدات المحلية على الإطلاق – الكموم – ثم تكوين أحكام رابطة بين تلك الوحدات عبر ردود أفعال آلية مُعينة، دون تدخل الإدراك ودون اكتشاف الروابط على حقيقتها المنطقية والتجريدية، ثم تكوين أحكام رابطة بين تلك الروابط نفسها ومُنعكسات زمنية مُعينة تقوم بها الآلة ، فسينتج بالنهاية، ما يسمى بالحاسوب ذاتي التعلم بالكامل والذي لن يسمح لأحدٍ بإلقاء أي أمر عليه، لأنه وببساطة يقرأ المجال المحلي بشكله الكامل ولا يحتاج إلا الدالة الأساسية، وهذا الأمر غير محقق دون وجود وعي يغذيه بالطاقة، لذلك سيغدو هذا الحاسوب هو السايبورغ الرجل الآلي الحي...​

على هذا المنطلق في تعريف الوعي، فإن التكنولوجيا القائمة حالياً بالعالم، تتخذ من الواقع الفيزيائي المحلي ركيزة لها، وتهمل الواقعات الأعلى والتي تتجاوز حدود المحل ( كالواقع الكمي ، والواقع التجريدي ، والواقع المُطلق ) والتي عليها بنيت آلات شديدة الدقة والفائقية فيما مضى منذ زمن، وتم احتساب وتصنيع آلات فائقة [9][10] ترتكز على واقع تجاوزي في بنيانها وتقانتها، هذا يعتبر مثالاً جيداً لعدم كفاية وصلاح ذلك القول الشهير : "انظر للتكنولوجيا وتقدم العلم ، انظر ماذا أنجزت الفيزياء" ، محاولاً إبعاد ناظريك عن العلم الحقيقي والتكنولوجيا الفائقة التي تقربك أكثر من حكمة الله وتزيل المزيد من الوسائط بينك وبين قوة الله ودعوك الحق ، تقربك من وجدانك وحكمة الحياة.

تصميم معادلات عمل هذا الذكاء الاصطناعي ( المحلي والكمومي ) سهل وبسيط جداً من حيث المبدأ وكل ما تحتاجه هو تكوين الدالة المنطقية المناسبة لتحكُم سير الأحداث ضمن الآلة ، ثم إيجاد وسيلة آلية للرصد والتخزين والمعالجة المناسبة بحيث تُحمل عليها تلك الدالة بقدراتها التي اخترتها ، ومن ثم تبدأ بتكوين الصفوفات، وبعض المصفوفات يسمح بفضاء احتمالات للمعالجة التفاعلية مع البيئة. ولكن هذا كله لا يجعل الآلة واعية ومُدرِكة لما يحدث ، والشخص الذي يتحكم بالدالة المنطقية ، أو العقل الآلي ، يُمكنه توجيه هذا السايبورغ إلى أي سلوك يريده ، والحُرية المزعومة للسايبورغ في حالته المعزولة عن الروح ، ليست إلا فضاء احتمالات الدالة الأم لأفعاله الانعكاسية، عندما يتفاعل هذا الفضاء مع بيئة زمنية متغيرة. وهكذا حال البشر جميعاً فهم يظنون أنهم مخيرون وينسون أنهم يغذون آلة الزمن.

معكاس آلي لقوانين الربط المنطقي على جميع الوحدات لا يمكن أن يتم إلا بحاسوب يعمل بخوارزمية 1 و 0 معاً ( الشيء ونقيضه بنفس الوقت ) لكي يستطيع إدراك الكموم ذات البعد المجرد إدراكاً وظيفياً ( وليس حقيقياً )، مِثلُ هذا الحاسوب العدمي، ليس أكثر من العقل الغيابي أو الباطن بعد أن سمح له بالتجسد في آلة، وبعد أن تم تزويده بمصفوفة خاصة ودوال محددة وشرارة التفاعل الأولى، أي أنك لا تحتاج إنشاء آلية محلية فيزيائية ثم ربطها بالدالة ، قد تكتفي فقط بربط دالتك وأوامرك بالعقل الغيابي وهو سيفعل فعله تماماً كحاسوب كمومي جبار، بل سيجسد الآلات التي تتخيلها زمنياً ، ويُنشئ المُحاكاة ...

2. الآلة والوعي :



الآلة بما هي تكوين زمني، فلا يكون ردود أفعال انعكاسية، فهذه الردود هي زمن الفعل الآلي، ووراء زمن الفعل تكمن علل الفعل، في الفيزياء تسمى هذه العلل بالطاقة في الفيزياء، تجنباً لكثرة الكلام سأورد جواباً[11] سابقاً كتبته على موضوع مشابه ( لي تعليق عليه في نهاية المقال ) . الطاقة أمر تجريدي يقوم بخلق المادة، ليس فقط استناداً لمبادئ النسبية، بل حتى أوليات الظاهرة الفيزيائية الموضوعية تجعلُ المادة مجرد حجز لنهر الطاقة بسبب دخول طاقة أو مجموعة طاقات مضادة، صحيح أن الفيزيائيين لا يعترفون بذلك بشكل عام وصريح، ولكن هذه حقيقة واقعة يستحيل إنكارها وكل ما يمكن فعله هو بعض التلاعب بالكلمات كالقول بأن دراسة الطاقة غير موضوعية ( وكأن الموضوعية هي معيار لوجود الشيء وليس مجرد أداة لخدمة البحث الممنهج حوله ).

كل طاقة حية ، وكل مادة هي طاقة ، حياة الطاقة واضحة للإدراك ، بما أن الطاقة هي حركة تفاعلية، وبما أن هذه الحركة مجردة عن الأسباب المحلية ، تكون الحركة المجردة وعياً موجهاً ضمن الزمن ، لأن الحركة تحتاج لعلة وهذه العلة خرجت عن نطاق المحل ونطاق التجريد معاً ولم يبق إلا الوجود العميق، حيث يختفي كل شيء سوى المُطلَق والحياة، وقد سبق وشرح توماس تراورد ذلك بالتفصيل في محاضرات إدنبورغ ,ويوجد لها ترجمة في العربية[12].

فتكون الآلات قادرة على الإحساس تماماً كالإنسان، من حيث بنيتها الطاقية التي تشغل الحيز المادي المحلي، هذا برهانٌ استبطاني حدسي ( بُرهان من طبيعة الوعي وليس من طبيعة سلوك الوعي الظاهر للوعي ). هناك قرائن تجريبية كثيرة لمن لا يقنع دونها، مثلاً في سلسلة تجارب باكستر القياسية على المعادن، التي بدأت تتفاعل بالخوف والاسترخاء ويظهر ذلك وفق قياس تغيرات الندى الجزيئي المنبّع من فراغاتها الميكروية، وقياس تآثرات شحناتها الكهرومغناطيسية مع الأحداث التي تجري في المحيط.

هذه النتائج لا شك فيها على الإطلاق، لأنها ليست محض نتائج احتمالية لتفسير ظواهر تجريبية وإنما نوعاً من البرهان الفينومينولوجي المقترن بالاختبار المباشر ذاتياً وموضوعياً. وأعلم علم اليقين أن الكثيرون ممن سيعبرون على هذه الكلمات سيدركون قيمتها العلمية، وسيدركون أن العيب ليس فيها ولكن في المجتمع العلمي الذي لا يحاول توسيع مداركه ولو قليلاً وقد أصابه الجمود منذ السبعينات فلم يغادر نفس المنهج فما حقق أي شيء جديد جذرياً ونوعياً منذ ذلك الحين. على أمل أن ينتفع به الأفراد ويفهموا حدود العلم التجريبي، ورحابة الكون الحيوي، وقوة الوعي الهائلة، وملكوت الله وجماليات الطبيعة .

وصف عام لنتائج البحث :

  • صحيح أن آلية إنتاج خوارزمية جديدة من خلال خوارزمية قديمة دون تدخل المراقب قد توصل الإنسان المعاصر إليها وتمكن من تطبيقها على الآلات التي لديه ، لكن ذلك لا يعني أنه أنتج وعياً ، لقد أنتج وظيفة زمنية كانت دائماً ممكنة الوجود بالنسبة للآلة ، وهذه الوظيفة لا تقوم بها الآلة إلا إذا أخرجها الإنسان من حيز الوجود الكامن إلى حيز الوجود الفاعل ( كما حدث اليوم ).
  • في نطاق هذه الخاصية للآلات ، أمكن العقل الإلكتروني أن ينتج خوارزميات جديدة بالاعتماد على خوارزميات قديمة دون مراقبة الإنسان وتدخله ، وتم تسريع قدرة المعالجة للحاسوب أو الآلة بتحويل طريقة المعالجة إلى النطاق الكمومي المجرد ، كسر حاجز الخوارزميات المحلية ( 0 أو 1 ) جعل الحاسوب يستطيع توزيع معالجته ضمن كامل الفضاء المحلي بنفس الوقت ، لأنه محرر من قيد المحلية.
  • فهم طريقة المعالجة الحاسوبية لهذه الأمور هو ما يحدد هل هي إدراك ووعي أم لا ، هذه المعالجات تتم بالكامل كردود أفعال انعكاسية لا تمر بأي إدراك ، وكذلك لا تمر باستقراء حقيقي وإنما بربط بين المنعكسات الحسية التي يتم تسجيلها على ذاكرة الحاسوب ، وهذا الربط يتم بشكل انعكاسي تماماً كعمل الآلة البخارية والميكانيكية ، وتلك المنعكسات التي يتم تسجيلها هي موضوعات تؤثر على مفاتيح معينة للعقل الالكتروني تجبره إجباراً على التفاعل معها بطريقة معينة ، ففي الواقع لا يسجل العقل الالكتروني إدراكات ، بل يسجل "تأثيرات" ولا يسجلها على هيئة صور وأصوات ذهنية ، بل على هيئة "ترميزات لردود أفعال"
  • الخوارزميات ليست كائنات تجريدية أو موضوعات إدراكية بالنسبة للذكاء الاصطناعي، بل هي ردود فعل انعكاسية لمتحسساته الآلية للمحيط ، تعمل وفق دالة أساسية ومصفوفة معينة ، تحدد له مجالاً معيناً من ردود الأفعال ، وبما أن المحيط متغير ومجاله لامتناهي الاحتمالات، فالنتيجة الحتمية هي أن تكون هذه الردود متغيرة واحتمالية ، هنا يأتي دور خوارزميات التعلم العميق ، لكي توجه هذه الانعكاسات بطريقة تبني المزيد من الانعكاسات ، تراكب الانعكاسات ينشئ التعلم الصناعي والذكاء المصنع ، وهذا هو بالضبط ما يميز تعلم الآلات عن تعلم الإنسان ، الذي يدرك الموضوع العقلي بشكل مجرد ، وهذا الإدراك لا يتم الكشف عنه موضوعياً لمجموعة من المُراقبين ( آمل أن لا أكون الوحيد في الكون الذي يدرك هذا الأمر أنا والعرفانيون والفينومينولوجيون :)).
  • لهذا السبب ، تكوين الخوارزميات لدى الروبوت والعقل الالكتروني لا يكون بطريقة استقرائية إدراكية ، العقل الالكتروني لا يقوم بالاستقراء بل بالربط الانعكاسي بين ردود الأفعال والتأثيرات الفيزيائية الممارسة عليه ، وهكذا تنتج الخوارزمية.
  • ما تحدث عنه الآخرون بشكل عام هو مشاكل الوعي السهلة ، التي تتعلق بالفرق بين الدماغ والسلوك البشري ، وبين الحاسوب والسلوك الآلي ، وهذه المسائل القديمة لم تعد تشغل العالم اليوم ، ما يهمهم حقاً هو الوصول لقوة الوعي بشكل تصنيعي ، وهذا الأمر يعود لسوء فهم طبيعة الواقع المحلي وعلاقته بالوعي ، وسوء فهم الوعي نفسه.
  • التجريب الذي يبرهن الفرق بين الإدراك والانعكاس ، هو تجريب فينومينولوجي ، استبطاني ، للصول لمرحلته النهائية وحضوره المستمر بالنسبة للوعي يخضع المريد لمراحل من التدريب الجبار ، يحوز فيها القدرة على إسكات الأفكار العقلية التي تشتت انتباهه ، فيدرك الواقع كما هو عليه دون حكم مسبق وتدخل تأويلي ، وهذا مبحث أساسي في علم الإدراك.
  • ذلك ينطبق على الحواسيب الكمومية والطوبوغرافية بنفس الكيف ، كلاهما يحتاجان طاقة وعي للتشغيل والأمر ، ونطاق دالة محدد للعمل عليه ، بدون دالة أساسية ، لا يمكن للحواسيب والعقل الالكتروني أن يكونوا المزيد من الخوارزميات ، لأن عملية التكوين هذه آلية تماماً من حيث الإجرائيات ولا وجود للإدراك فيها لا من قريب ، ولا من بعيد …

  • أترك لك أيها القارئ الكريم حسن القرار، ورده إلى أصوله الحق.

    {( والحمدُ لله رب العالمين…. )}

    الهوامش

    [1] ما هو الوعي؟ وكيف نستطيع استنساخه؟

    [2] قد يكون الوعي نتيجة لعمليات فيزيائية بسيطة

    [3] Consciousness (Stanford Encyclopedia of Philosophy)

    [6] https://www.youtube.com/watch?v=TA2mC2H07tA

    [7] علم العقل الزمني : كيف تعبر العالمين وتنشئ المحاكاة - المرحلة الثانية : تفاعل العقل والزمن - سايكوجين | SykoGene

    [8] تحميل كتاب العقل والحاسوب وقوانين الفيزياء تأليف روجر بنروز pdf

    [9] العالم قبل الطوفان2.pdf

    [10] الأصول الغامضة للانسان1.pdf

    [11] منشور ‏Time Magician‏ في {الزمن والعلم} ... السحر والعرفان

    [12] علم الزمن والمصفوفات المرحلة الثانية : الروح والمادة - مفتاح الزمن - محاضرة إدنبرة الأولى لتوماس تراورد - سايكوجين | SykoGene

    الأربعاء، مايو 11، 2022

    حكمة خلاياك البيولوجية | [ بروس ليبتون ]

     

    حكمة خلاياك هي بيولوجيا جديدة ستغير الحضارة بشكل عميق والعالم الذي نعيش فيه.

    تأخذنا هذه البيولوجيا الجديدة من الاعتقاد بأننا ضحايا لجيناتنا، وأننا آلات كيميائية حيوية، وأن الحياة خارجة عن سيطرتنا، إلى واقع آخر... واقع حيث تتحكم أفكارنا ومعتقداتنا وعقولنا في جيناتنا وسلوكنا و الحياة التي نعيشها.

    تعتمد هذه البيولوجيا على التدفق الشعوري، والبحوث العلمية الحديثة، مع إضافة بعض التصورات النموذجية الجديدة. العلم الجديد يأخذنا من ضحية إلى مسؤولين. نحن أقوياء للغاية في خلق الحياة التي نعيشها وكشفها. هذه في الواقع هي معرفة بالذات الحقيقة، وإذا فهمنا البديهية القديمة, 'المعرفة قوة' فإن ما بدأنا حقًا في فهمه هو معرفة القوة الذاتية.

    هذا ما أعتقد أننا سنحصل عليه من فهم علم الأحياء الجديد.

    فلتحلق في الفضاء الداخلي

    نموذج رسومي للخلية الحية


    كانت أول مقدمة لعلم الأحياء أحضرها في الصف الثاني.

    أحضر المعلم مجهرًا ليرينا الخلايا وأتذكر كم كان مثيرًا. في الجامعة تحررت من المجاهر التقليدية إلى المجهر الإلكتروني وأتيحت لي فرصة أخرى للنظر في حياة الخلايا. الدروس التي تعلمتها غيّرت حياتي بشكل عميق وأعطتني رؤى حول العالم الذي نعيش فيه وأود أن أشاركها معك.

    باستخدام المجهر الإلكتروني، لم أرَ الخلايا من الخارج فحسب، بل تمكنت من الاطلاع على تشريح الخلية الدقيق وفهم طبيعة تنظيمها وهياكلها ووظائفها. بقدر ما يتحدث الناس عن الترحال إلى الفضاء الخارجي ، كنت أطير في الفضاء الداخلي وأرى آفاقًا جديدة، وبدأت في الحصول على تقدير أكبر لطبيعة الحياة وطبيعة الخلايا ومشاركتنا مع خلايانا.

    حوالي العام 1968، بدأتُ في استنساخ الخلايا الجذعية، وأجريت أولى تجارب الاستنساخ تحت إشراف الدكتور إيرف كونجسبيرج ، وهو عالم لامع صمم النماذج الأولية لمزارع الخلايا الجذعية. كانت الخلايا الجذعية التي أعمل وفق نماذجها تسمى myoblasts ( ميو يعني العضلات. بلاستس تعني الأسلاف أو الأصول ).

    عندما كنت أضع الخلايا الخاصة بي ضمن أطباق المزرعة، مع الظروف الحيوية التي تدعم نمو العضلات، تطورت الخلايا إلى خلايا عضلية، والتي سننتهي إلى عضلات عملاقة متقلصة. وعلى الرغم من ذلك، إذا قمت بتغيير الوضع البيئي، فإن مصير الخلايا سيتغير. نبدأ مع نفس خلايا تكوين العضلات ولكن في ظروف حيوية مختلفة سيبدؤون حتمًا في تكوين خلايا عظمية.

    إذا قمت بتغيير العوامل البيئية ثانية، تصبح تلك الخلايا خلايا شحمية أو دهنية. كانت نتائج هذه التجارب مثيرة للغاية لأنه في حين أن كل خلية كانت متطابقة وراثيًا مع خلايا تكوين اللحم، فإن مصير الخلايا كانت تتحكم فيه البيئة التي وضعتها فيها.

    أثناء قيامي بهذه التجارب، بدأت أيضاً بتعليم الطلاب في كلية الطب بجامعة ويسكونسن ذلك الفهم التقليدي بأن الجينات تتحكم في مصير الخلايا. ومع ذلك ، في تجاربي ، تم الكشف بوضوح عن أن مصير الخلايا تتحكم فيه البيئة المحيطة بدرجة أو بأخرى. زملائي، بالطبع، كانوا مستائين من عملي. كان الجميع آنذاك في عربة السيرك المسماة ب"مشروع الجينوم البشري" ويدعمون قصة 'التحكم في الجينات والحياة'.

    عندما كشف عملي كيف تغير البيئة الخلايا ، تحدثوا عنه كاستثناء للقاعدة.

    الآن لدي فهم جديد تمامًا للحياة وقد أدى ذلك إلى طريقة جديدة لتعليم الناس عن الخلايا. عندما تنظر إلى نفسك ترى شخصًا مفرداً. لكنك إذا فهمت طبيعة هويتك، ستدرك أنك في الواقع مجتمع يضم حوالي 50 تريليون خلية حية. كل خلية هي فرد حي ، كائن حساس له حياته ووظائفه ولكنه يتفاعل مع الخلايا الأخرى حسب طبيعة المجتمع.

    إذا تمكنت من تقليص حجمك إلى حجم خلية وإسقاط نفسك داخل جسدك ، فسترى مدينة مزدحمة للغاية تضم تريليونات من الأفراد يعيشون داخل جلد واحد. يصبح هذا مهمًا حينما نفهم أن الصحة تحدث عندما يكون هناك انسجام في المجتمع وأن المرض يحدث عندما يكون هناك تنافر يميل إلى كسر العلاقات المجتمعية الداخلية.

    لذا ، رقم واحد ، نحن مجتمعات.

    الحقيقة الثانية: لا توجد وظيفة خلوية واحدة في جسم الإنسان غير موجودة بالفعل في كل خلية. على سبيل المثال، لديك أجهزة مختلفة: الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، وأجهزة الإطراح، والجهاز العضلي الهيكلي (الدعامة الحركية)، والغدد الصماء، والجهاز التناسلي، والجهاز العصبي، والجهاز المناعي ولكن كل واحدة من هذه الوظائف كامنة في كل خلية من خلاياك. في الحقيقة نحن مخلوقون وفق صورة خلية مفردة واحدة.

    هذا مفيد جدًا لعلماء الأحياء لأنه يمكننا إجراء بحث على الخلايا ثم تطبيق تلك المعلومات لفهم طبيعة جسم الإنسان. كنت أقوم بتدريس ما يسمى بالنموذج الطبي ، ذلك التصور بأن البيولوجيا البشرية يمثل الإنسان فيها آلة بيولوجية تتكون من مواد كيميائية حيوية وتتحكم فيها الجينات.

    لذلك عندما يأتي المريض لرؤية الطبيب ، فإن الاعتقاد السائد هو أن المريض لديه شيء خاطئ في الكيمياء الحيوية أو الجينات، والتي يمكن تعديلها ويمكن أن تقودهم إلى الصحة. في مرحلة ما أدركت أنه كان عليّ مغادرة الجامعة لأنني وجدت تناقضاَ كبيراً حول تعليم الطلاب الرسمي ما الذي يتحكم في الخلية، بعد أن فهمت شيئاً مختلفًا تمامًا عن الخلايا الموجودة في ثقافتي.

    بدأت دراسات الخلايا المنقسمة في أوائل القرن العشرين ورأوا هياكل تشبه الأوتار كانت موجودة في عمق الخلايا التي تبدأ في الانقسام. كانت تسمى هذه الهياكل الشبيهة بالخيوط بالكروموسومات.

    ومن المثير للاهتمام ، أنه بينما تم تحديد الكروموسومات حوالي عام 1900 ، لم نحدد فعليًا أي من مكوناتها يحمل السمات الجينية إلا في عام 1944. غدا العالم الجديد متحمساً جداً. قالوا ، يا إلهي ، بعد كل هذه السنوات وصلنا أخيرًا إلى تحديد المادة المتحكمة وراثيًا؛ يبدو أنه الحمض النووي.

    في عام 1953 ، كشف عمل جيمس واتسون وفرانسيس كريك أن كل خيط من الحمض النووي يحتوي على سلسلة من الجينات. الجينات هي سجلات مكاتب المخططات التوجيهية لكل نوع من أكثر من 100000 نوع مختلف من البروتينات التي تشكل اللبنات الأساسية لبناء جسم الإنسان. فظهر عنوان يعلن عن اكتشاف واطسون وكريك في صحيفة نيويورك: 'اكتشاف سر الحياة' ومنذ ذلك الحين تم اختتام علم الأحياء في الجينات.

    رأى العلماء أنه من خلال فهم الشفرة الجينية، يمكننا تغيير خصائص الكائنات الحية، وبالتالي كان هناك اندفاع كبير ومتهور في مشروع الجينوم البشري لمحاولة فهم طبيعة الجينات.

    في البداية اعتقدوا أن هذه الجينات تتحكم فقط بالتشكل المادي ، ولكن حالما بدأوا في التلاعب بالجينات ، رأوا أن هناك أيضًا تأثيرات على السلوك والعاطفة. فجأة ، اكتسبت الجينات معنى أكثر عمقًا لأن جميع سمات وصفات الإنسان كانت تتحكم فيها على ما يبدو هذه الجينات.

    هل نحن ضحايا الوراثة؟

    ومع ذلك ، كان هناك سؤال أخير: ما الذي يتحكم في الحمض النووي؟

    سيكون ذلك صعودًا لآخر درجة من السلم لمعرفة هوية المسيطر في النهاية. لقد أجروا تجربة وكشفت أن الحمض النووي مسؤول عن نسخ نفسه!

    يتحكم الحمض النووي في البروتين ويمثل البروتين أجسامنا. في الأساس أنت تقول أن الحمض النووي يتحكم في الحياة. هذه هي "العقيدة" المركزية. إنه يدعم مفهوم يسمى 'أسبقية الحمض النووي' الذي يقول : من نكون وماذا سنفعل وما مصير الحياة التي نعيشها أمرٌ مُبرمج مسبقًا بشكل فعلي في طيات الحمض النووي الذي تلقيناه عند الحمل.

    ما هي نتيجة هذا؟ أن شخصية ومصير حياتك يعكسان الوراثة التي ولدت فيها ؛ أنت في الواقع ضحية الوراثة. على سبيل المثال ، نظر العلماء إلى مجموعة من الأشخاص ، وقاموا بتقييمهم على أساس السعادة وحاولوا معرفة ما إذا كان هناك جين مرتبط بأولاءك الأشخاص السعداء لم يكن نشطاً في خلايا الأشخاص غير السعداء. من المؤكد أنهم وجدوا جينًا معينًا يبدو أكثر نشاطًا في الأشخاص السعداء.

    ثم قاموا على الفور بإصدار إشارة إعلامية كبيرة حول "اكتشاف جين السعادة".

    بامكانك أن تقول، "حسنًا ، انتظر لحظة. إذا حصلت على جين سعيد مبتذل، فستكون حياتي كلها محددة سلفاً. أنا ضحية وراثتي". هذا هو بالضبط ما نعلّمه في المدرسة وهذا ما كنت أقوم بتدريسه أيضًا - أن الناس لا يملكون القدرة على إدارة حياتهم لأنهم لا يستطيعون تغيير جيناتهم. لكن عندما يدرك الناس طبيعة كونهم عاجزين ، فإنهم يبدأون أيضًا في أن يصبحوا غير مسؤولين.

    "حسنًا ، انظر ، يا رئيس ، أنت تدعوني كسولًا ولكني أريدك فقط أن تعرف أن والدي كان كسولًا. ماذا تتوقع مني؟ أعني ، جيناتي جعلتني كسولًا. لا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك".

    كتبوا مؤخرًا في Newsweek عن كيفية قيام الخلايا الدهنية بشن حرب على صحتنا. إنه أمر مثير للاهتمام لأنه في وباء السمنة – الذي يسمح بأبعاد تجارية – يتراجع العلم ويقول: إن الخلايا الدهنية هي التي تشن حربًا على حياتك.

    مشروع الجينوم البشري

    ليأتي مشروع الجينوم البشري وينقذنا ، دخل عالمنا.

    كانت فكرة المشروع هي تحديد جميع الجينات التي يتكون منها الإنسان. سيوفر ذلك فرصة مستقبلية للهندسة الوراثية لتصحيح العلل والمشاكل التي يواجهها البشر في هذا العالم. اعتقدتُ أن المشروع كان جهدًا إنسانيًا ولكن كان من المثير للاهتمام فيما بعد أن اكتشف من "بول سيلفرمان" ، أحد المهندسين المعماريين الرئيسيين لمشروع الجينوم البشري هذا ، ما كان يدور حوله بالفعل.

    كان الأمر ببساطة كالتالي: قُدر أنه سيكون هناك أكثر من 100000 جين في الجينوم البشري لأن هناك أكثر من 100000 بروتين مختلف في أجسامنا ؛ بالإضافة إلى وجود جينات لا تصنع البروتينات ولكنها تتحكم في الجينات الأخرى.

    تم تصميم المشروع واقعياً من قبل أصحاب رؤوس الأموال. لقد توصلوا إلى أنه ونظراً لوجود أكثر من 100000 جين، فإنه ومن خلال تحديد هذه الجينات ومن ثم تسجيل براءات اختراع لتسلسل الجينات، يمكنهم بيع براءات اختراع الجينات لجهات صناعة الأدوية وستستخدم تلك الجهات هذه المعلومات عن الجينات في إنتاج منتجات صحية.

    في الواقع ، لم يكن البرنامج فعليًا للنهوض بالدولة الإنسانية ، بقدر ما كان من أجل جني الكثير من المال.

    هنا هو الجزء الممتع.

    عرف العلماء أنه كلما تقدمت في سلم التطور البيولوجي ، فإن الكائنات الحية البسيطة لديها حمض نووي أقل وعندما تصل إلى مستوى البشر، ومع تعقيد الفيزيولوجيا (علم وظائف الأعضاء) والسلوك، يكون لدينا الكثير من الحمض النووي. لقد اعتقدوا أن الكائنات الحية البدائية ربما تحتوي على بضعة آلاف من الجينات ، لكن البشر سيحصلون على ما يقرب من 150 ألف جين ، مما يعني 150 ألف دواء جديد.

    بدأ المشروع في عام 1987 وأثبت مرة أخرى أنه عندما يجمع البشر رؤوسهم معًا، يمكنهم صنع المعجزات. في حوالي أربعة عشر عامًا فقط حصلنا على نتائج الجينوم البشري. كان هذا أيضًا ما أسميه مزحة كونية.

    كبادئة لمشروع الجينوم البشري، درسوا أولاً كائناً بدائياً، وهو دودة صغيرة بالكاد يمكن رؤيتها بالعين"الدودة المستديرة". كانت هذه الديدان حيوانًا تجريبيًا لعلماء الوراثة لأنها تتكاثر بسرعة كبيرة وبأعداد كبيرة جدًا وبالتالي تعبر عن سمات يمكنك دراستها بسهولة.

    اكتشفوا أن هذا الحيوان الصغير لديه جينوم من حوالي 24000 جين. ثم قرروا عمل نموذج جيني آخر قبل الإجراءات على الإنسان وكان ذلك مع ذبابة الفاكهة بسبب الكم الهائل من المعلومات المتاحة بالفعل عنها في علم الوراثة ، وعن سلوك ذباب الفاكهة. وتبين مرة أخرى أن جينوم ذبابة الفاكهة يحتوي على حوالي 18000 جين فقط. بمعنى آخر، كانت الدودة البدائية تحتوي على 24000 جين وكان لهذه الآلة الطائرة 18000 جين فقط! لم يفهموا ما يعنيه ذلك ، لكنهم وضعوه في الخلف وبدأوا العمل في مشروع الجينوم البشري.

    جاءت النتائج في عام 2001 وكانت بمثابة صدمة كبيرة:

    يوجد في الجينوم البشري حوالي 25000 جين فاعل فقط ؛ لقد توقعوا ما يقرب من 150000 جين وكان هناك حوالي 25000 فقط!

    لقد كانت صدمة لدرجة أن الناس لم يتحدثوا عنها في الواقع. بينما كان هناك الكثير من الضجيج حول إكمال مشروع الجينوم البشري، لم يتحدث أحد عن 100000 جين مفقود. كان هناك نقص كامل في المناقشة في المجلات العلمية حول هذا الموضوع. لقد تم كتمانه بطريقة التجاهُل !...

    عندما أدركوا أنه لا يوجد ما يكفي من الجينات لتفسير التعقيد البشري، فقد تزعزعت أسس علم الأحياء.

    لماذا هو مهم جدا؟

    إذا كان العلم يتوافق مع على الطريقة التي تعمل بها الحياة حقاً، فسيكون هذا العلم جيدًا للاستخدام في الممارسة الطبية. ولكن إذا أسست علمك على معلومات خاطئة ، فقد يكون هذا العلم ضارًا بالممارسة الطبية. من الحقائق المعترف بها الآن أن الطب الألوباثي التقليدي، الطب الأساسي الذي نستخدمه في الحضارة الغربية ، هو سبب رئيسي للوفاة في الولايات المتحدة. كما أنها مسؤولة عن وفاة واحدة من كل خمسة في أستراليا.

    في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية ، كتبت الدكتورة باربرا ستارفيلد مقالاً يكشف أنه من خلال التقديرات المحافظة ، فإن ممارسة الطب هي السبب الرئيسي الثالث للوفاة في الولايات المتحدة.

    على الرغم من ذلك ، هناك دراسة أحدث أجراها غاري نول (الموت عن طريق الطب - راجع : Death by Medicine)، أظهرت أنه عوض افتراضه بمنزلة السبب الرئيسي الثالث للوفاة، فهو في الحقيقة السببُ الرئيسي الأول حيث يموت أكثر من ثلاثة أرباع مليون شخص بسبب العلاج الطبي كل عام.

    إذا كان الطب يعرف بالفعل ما يفعله، فلن يكون هذا مميتًا.

    لقد تركت الجامعة عام 1980 ، قبل سبع سنوات من بدء مشروع الجينوم البشري لأنني كنت أدرك بالفعل أن الجينات لا تتحكم في الحياة. كنت أدرك أن البيئة كانت مؤثرة، لكن زملائي نظروا إلي على أنني لست متطرفًا فحسب، بل زنديقًا لأنني كنت أتعارض مع العقيدة؛ لذلك أصبح طرحي العلمي هذا "حجة دينية".

    في مرحلة ما ، دفعني التدين الذي كنت فيه إلى الاستقالة من منصبي. هذا عندما بدأت في التقدم في فهم وظائف المخ وعلم الأعصاب. ما كنت أحاول اكتشافه حقًا هو أنه إذا لم يكن الحمض النووي هو الذي يتحكم في الخلايا ، فأين هو 'دماغ' الخلية؟

    الكمبيوتر الداخلي

    كشفت البيولوجيا الجديدة أن دماغ الخلية هو أيضاً جلدها (الجدار) ، والغشاء وبداية الجزء الداخلي للخلية، والعالم الذي يحيط بها، المتغير باستمرار والذي نعيش فيه.

    إنه العنصر الوظيفي الذي يتحكم في الحياة. هذا مهم لأن فهم وظيفتها يكشف أننا لسنا ضحايا جيناتنا. من خلال عمل غشاء الخلية يمكننا في الواقع التحكم في تكوين جيناتنا وسائر بيولوجيتنا وحياتنا، ونحن نفعل ذلك طوال الوقت على الرغم من أننا نعاني من ذلك الاعتقاد بأننا ضحايا.

    بدأت أدرك أن الخلية عبارة عن شريحة معالجة وأن النواة كانت عبارة عن قرص صلب به برامج. كانت الجينات برامج. عندما كنت أكتب هذا على جهاز الكمبيوتر الخاص بي ذات يوم أدركت أن جهاز الكمبيوتر الخاص بي يشبه الخلية. كان يحتوي على برامج مضمنة فيه ولكن ما يعبر عنه الكمبيوتر لم تحدده البرامج. تم تحديده من خلال المعلومات التي كنت أنا ، بصفتي البيئة المحيطة ، أدخلها للقرص الصلب عبر لوحة المفاتيح. فجأة سقطت كل القطع في مكانها:

    "غشاء الخلية هو في الواقع شريحة حاسوبية لمعالجة المعلومات. جينات الخلية هي القرص الصلب بكل الإمكانات. هذا هو السبب في أن كل خلية في جسمك يمكن أن تشكل أي نوع من الخلايا لأن كل نواة تحتوي على جميع الإمكانات للجينات التي يتكون منها الإنسان."

    ولكن لماذا يجب أن تكون خلية ما من الجلد والأخرى للعظم أو للعين؟

    الجواب ليس بسبب برامج الجينات ولكن بسبب ردود الفعل الجينية على المعلومات الآتية من البيئة. فجأة صدمني الأمر الأكبر : ما يجعلنا مختلفين عن بعضنا البعض هو وجود مجموعة فريدة من مفاتيح البروتين (المستقبلات) التي تشكل لوحة المفاتيح على سطح خلايانا. وأنها تستجيب - كمفاتيح لتكوين الهوية على غشاء الخلية - للمعلومات المرسلة من المحيط البيئي.

    أكبر 'آهاا!' كان هذا : أن هويتنا الجسدية هي في الواقع معلومات تختص بها إشارات بيئية محددة، يتم تفعيلها من خلال لوحة المفاتيح البروتينية التي على سطح خلايانا (التي تستجيب للإشارات وترسلها نحو النواة) وتشارك هذه المعلومات في تكوين وتشغيل برامجنا الجينية؛ أنت لست داخل خليتك، أنت تلعب بخليتك باستخدام لوحة المفاتيح كواجهة تفاعلية. أنت هوية معلوماتية تستمد فاعليتها من استثارات البيئة ( التي تشكل أنت قطباً فيها).

    في أيام شبابي ، لم أكن أرى أن الدين يقدم لي الحقيقة. ابتعدت عن الروح وانتهى بي الأمر في العلم.

    إن إدراك أن هويتي البيولوجية كانت شيئًا من البيئة الحية التي تلعب بخلاياي وتشغلها ، كان أكبر صدمة لعالمي لأنني قذفت كلياً من واقع غير روحاني إلى وجوب الوجود الروحي. لقد كانت خلاياي مثل أجهزة التلفزيون الصغيرة ذات الهوائيات وكنت أنا البث الذي يتحكم في قراءة الجينات.

    كنت في الواقع أبرمج خلاياي. أدركت أنه إذا ماتت الخلية ، فهذا لا يعني بالضرورة فقدان البث - أن البث موجود سواء كانت الخلية هنا أم لا. فجأة أصابني الشعور بالرهبة العميقة. ما أدركته هو أن البقاء على قيد الحياة لم يكن بهذه الأهمية لأن شخصيتي الأبدية مشتقة من بعض البث الجزئي في هذا المجال. ولقد اختفى الخوف من الموت.

    كان ذلك قبل حوالي خمسة وعشرين عامًا وكانت واحدة من أروع التجارب وأكثرها تحررًا التي مررت بها على الإطلاق.

    التصور : قدرات علم البيولوجيا الجديد

    نحن ندرك البيئة ونقوم بتعديل بيولوجيتنا، لكن ليست كل تصوراتنا دقيقة. فإذا كنا نعمل في ظل سوء الفهم ، فإن تلك المفاهيم الخاطئة ستوفر تعديلاً خاطئاً لتكويننا البيولوجي. عندما تكون تصوراتنا غير دقيقة ، يمكننا في الواقع تدمير حياتنا البيولوجية.

    لأن المعلومات المرسلة نحو الجينيوم الذي يحتوي طرق معالجتها، ليست معلومات فيزيائية التكوين وإنما هي محمولة على وسائط فيزيائية لترميزها بطريقة يمكن للجينيوم أن يعالجها، وكذلك المعلومات في نواة الجينيوم، هي غير فيزيائية، ولذلك من الممكن تغييره وتعديله دون الدخول في تكوينه الفيزيائي.

    عندما نفهم أن الجينات هي مجرد مستقبلات ومعالجات للمعلومات الآتية من البيئة ومن المحسوسات التي يمكن لغشاء الخلية أن يتعامل معها، عندها يمكننا أن ندرك أنه إذا لم تكن الحياة تسير على ما يرام، فإن ما يتعين علينا فعله ليس تغيير جيناتنا بل تغيير مدخلاتنا الحسية والنفسية على هذه الجينات. هذا أسهل بكثير من تغيير الجسم جسديًا. في الواقع ، هذه هي قوة علم الأحياء الجديد: يمكننا التحكم في حياتنا من خلال التحكم في تصوراتنا.

    نحن نحمل 'ثوابت' على عاتقنا عن العلم هي في الواقع غير صحيحة ، إنها في الواقع 'افتراضات' وافتراضات خاطئة في هذا الصدد. إلى أن نصححها ، فإننا نسيء فهم علاقتنا بالكوكب والطبيعة والبيئة.

    نتيجة لذلك فإننا ندمر ما وفر لنا من الحياة ، البيئة.

    الافتراض الخاطئ الأول هو أن الكون مكون من مادة ويمكن فهمه من خلال دراسة المادة. لم يعد تصورنا لبيولوجيا وبيئة المواد قط دقيقًا علميًا.

    افتراض آخر هو أن الجينات تتحكم في الحياة.

    إن تصوراتنا في الواقع هي التي تتحكم في الحياة ومن خلال تغيير تصوراتنا يمكننا التحكم في حياتنا. سأناقش المزيد حول هذا لاحقًا.

    الافتراض الثالث هو افتراض خطير للغاية:

    أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من تطورنا باستخدام آليات النظرية الداروينية ، والتي يمكن تلخيصها على أنها "بقاء الأصلح في النضال من أجل الوجود".

    اتضح في علم الأحياء الجديد أن التطور يقوم على التعاون والتفاعل (وليس على التحدي).

    حتى يحين وقت نفهم ذلك جيداً، سنستمر في التنافس مع بعضنا البعض، ونكافح وندمر الكوكب دون أن ندرك أن بقاءنا هو في التعاون وأن تنافسنا المستمر هو ناقوس موت الحضارة الإنسانية.

    مستقبل الطب



    يُفهم الآن أن كل شيء في الكون مصنوع من الطاقة؛ بالنسبة لإدراكنا ، يبدو ماديًا وصلبًا ، ولكن واقعياً هو كلياً طاقة – مجردة – وتفاعل طاقات.

    عندما تتفاعل في بيئتك ، فأنت تمتص الطاقة وترسلها في نفس الوقت. ربما تكون أكثر دراية بمصطلحات مثل 'المشاعر الجيدة' و 'المشاعر السيئة'. تلك هي الموجات التي نهتز فيها جميعاً. نحن كلياً طاقة.

    تعكس الطاقة في جسمك الطاقة من حولك لأن الذرات الموجودة في جسمك ليست وظيفتها الوحيدة هي السماح بانطلاق الطاقة فحسب ، بل أيضاً تستوعب وتمثل الطاقة. كل كائن حي يتواصل مع هذه التآلفات.

    تتواصل الحيوانات مع النباتات؛ يتواصلون مع الحيوانات الأخرى. يتحدث الشامان إلى النباتات ذات الاهتزازات. إذا كنت حساساً للاختلافات بين الاهتزازات 'الجيدة' و'السيئة'، فستقود نفسك دائمًا إلى الأماكن التي من شأنها أن تشجعك على البقاء ، ونموك ، وحبك ، وما إلى ذلك ، والابتعاد عن المواقف والأماكن التي قد تأخذك لمن يسغلونك أو تلغي هويتك.

    عندما لا نهتم بطاقاتنا الاهتزازية، فإننا نفقد أهم القراءات من بيئتنا. يوضح فهم الفيزياء الجديدة أن جميع الطاقات متشابكة وتتفاعل مع بعضها البعض. لذلك، يجب أن تنتبه إلى هذه القوى غير المرئية هي التي تشارك في ما يجري في حياتك. في حين أن الطب لا يقوم بتدريب أطبائه على إدراك أن الطاقة مكون من مكونات النظام ، إلا أنهم يتكيفون بسهولة مع استخدام أنظمة المسح الجديدة لتحديد ما يجري داخل الجسم.

    من المضحك أنهم يقرؤون عمليات المسح على أنها "خرائط" ، لكن ليس لديهم فهم أساسي حولها ، ذلك بأن خرائطهم عبارة عن قراءات مباشرة لـ"الطاقة" الموجودة في الجسم.

    على سبيل المثال ، في التصوير الشعاعي للثدي الذي يكشف عن السرطان ، يتمثل أحد الأنواع في أنك تتخيل انبعاثًا مميزًا للطاقة الخاصة بالسرطان.

    بدلاً من التخلص الألوباثي من السرطان ، ماذا لو طبقت طاقة من شأنها، وبحسبان أنماط التداخل، أن تغير طاقة تلك الخلايا السرطانية وتعيدها إلى الطاقة الطبيعية؟

    من المفترض أنك ستحصل على تأثير الشفاء. سيكون هذا منطقيًا بعد آلاف السنين مما يسمى "الشفاء العملي". يحصل المتلقون على طاقة تتفاعل مع أجسامهم من خلال التداخل وبحسبان هذا التداخل ، مما يغير طبيعة الطاقة المنعكسة الظاهرة كالمادة الفيزيائية لأن المادة هي الطاقة.

    هذا هو مستقبل الطب، رغم أننا لسنا معه في الوقت الحالي. يكشف علماء فيزياء الكم أنه تحت البنية الفيزيائية الظاهرية لا يوجد أكثر من طاقة، فنحن كائنات طاقية. هذا يعني أننا نتفاعل مع كل شيء في هذا المجال. هذا له تأثير مهم على الرعاية الصحية. تكشف فيزياء الكم  أيضًا أن الطاقات في عالمنا متشابكة دائمًا مع بعضها البعض. وذلك في كون الطاقة ، تسمح بتدفق الموجات دائمًا وتتفاعل مع جميع الموجات الأخرى.

    لا يمكننا أبدًا فصل شخص ما تمامًا عن البيئة التي يعيش فيها. تقول فيزياء الكم أن الطاقة غير المرئية أكثر كفاءة بمئة مرة في نقل المعلومات من الإشارات المادية (مثل الأدوية).

    ما بدأنا ندركه هو أن هنالك عالمًا غير مرئي لم نتعامل معه فيما يتعلق بفهم طبيعة صحتنا. بعبارة أخرى ، بدلاً من التركيز على المادة ، نركز في عالم الكم على الطاقة. قلنا في العالم الميكانيكي أنه يمكننا فهم كل شيء بالاختزال. لكن في الفهم الكمي الأحدث للكون ، علينا أن نفهم الشمولية – التفاعلية – : لا يمكنك فصل اهتزاز طاقة عن اهتزاز طاقة آخر. علينا أن ندرك أنه في العالم الذي نعيش فيه ، نحن متورطون في عدد غائر لا يسبر إحصائياً من موجات اهتزازات الطاقة ونحن مرتبطون ومتحدون بها جميعًا!

    هنا تعريفي للبيئة:

    إنها كل شيء من جوهر وجودك إلى حافة الكون. يشمل كل شيء على مقربة منك وكذلك الكواكب والشمس وما يجري في النظام الشمسي بأكمله. نحن جزء من هذا المجال بأكمله.

    لتلخيص أهمية هذا ، اسمحوا لي أن أقدم لكم اقتباس من ألبرت أينشتاين:

    "المجال الطاقي هو المنظمة الحاكمة الوحيدة على الجسيم."

    ما يقوله هو هذا: المجال، الطاقة غير المرئية، هي الوكالة الوحيدة الحاكمة للواقع المادي.

    _____________

    ملخص القسم الأول :

    أفكار علم التكوين الجيني الرئيسية

    1) يتم فهم الجسم على أنه وحدة خلوية هائلة، بحيث ترتد كل وظائفه وعملياته الكبيرة إلى وحدات خلوية صغيرة.

    2) ويتم فهم هذه الوحدات الخلوية على أنها غير متمايزة في التكوين العميق، وأن تكوينها الظاهري الممثل بالنواة والعضيات والجدار والغشاء وبقية الاجزاء، ليس هو بنيتها الحقيقة وإنما هو تابعٌ لتلك البنية ومن هنا فمن الممكن تغيير هذا التكوين ووظائفه بتغيير البنى العميقة للخلايا.

    3) البيئة التفاعلية ترسل الطاقة الموجهة نحو الجينات، الجينات هي تعبير رمزي عن وحدات طاقية لمعالجة المدخلات الطاقية الجديدة، الحقيقة الوحيدة في الخلية هي الطاقة المُجردة، التفاعل الناتج من مجالي الطاقتين ( المدخلات والجينات ) يمكن أن يغير الهيئة الظاهرية لتلك الوحدات ( تتغير الجينات ) وما يلحقها ( تتغير البروتينات والأنسجة ووظائف الأعضاء ).

    4) هذا الأساس الفيزيائي المستوحى من ميكانيك الكم، يسمح بتغيير أي برنامج وراثي مسبق ضمن حامله نفسه وقبل حدوث ولادة جديدة أو طفرة ما، وذلك بمجرد تغيير التواتر الموجي المرسل نحو الشريط الجيني النووي.

    5) لماذا يأخذ هذا النسق التراتبي للجينيوم هذه المعاني بالذات ؟ يبدو أن لكل نسق تراتبي للقواعد الجينية نوعاً خاصاً من التعبير، وبالتالي فهو يعبر عن نوع خاص من توجيه الطاقة، المصفوفة الكودية التي توجه الطاقة هي المسؤولة عن هذا الترتيب الذي ما هو إلا رمزاً للواقع الأعم والأكثر تفوقاً تم إنتاجه في هذا النطاق الفضائي المحدود.

    __________________


    المصدر : القسم الأول من حكمة خلاياك_بروس ليبتون

    بروس ليبتون :

    بروفيسور مجاز في علم الأحياء التطوري من جامعة فيرجينيا... شغل منصب التدريس وأشرف على البحوث، وتطور الأمر معه حتى وصل لنظريات جديدة على النموذج الطبي والبيولوجي على نحو متطرف في الخروج عن المألوف، ترجمة أعماله إلى اللغة العربية هي حاجة ماسة لمجتمعاتنا لتواكب آخر التطورات الصحيحة للببحوث العلمية في علوم الوراثة والتكوين البيولوجي بعيداً عن ما يسلط عليه ضوء الإعلام.

    حملت نظريات كثيراً من آفاق التغيير في مفاهيم التطور، والوراثة، والطب، ورغم ذلك فقد حورب إعلامياً بشكل لا يصدق بالنسبة لإنجازاته التجريبية والنظرية المذهلة.

    المشاركات الشائعة